كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى عن فحوى زيارة رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ، يوسي كوهين، إلى البحرين ولقاءه مسؤولين أمنيين في أركان النظام الحاكم بالمنامة.
وسربت المصادر لـ”بحريني ليكس”، أن زيارة كوهين تخللها مشاورات معمّقة لتنسيق التعاون الأمني المشترك بين تل أبيب والمنامة حيث يتشارك الطرفان المخاوف بشأن التهديدات الإيرانية.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، لحساسية الموضوع، أن اللقاء توج بتوقيع اتفاقية تسمح لإسرائيل بابتياع منظومات تجسسية للبحرين.
تتميز بأنها متطورة وعالية الدقة والجودة. غير تلك التي اشترتها البحرين من إسرائيل قبل أشهر.
إذ تعتقد إسرائيل أن بإمكانها من خلال تلك التقينات تتبع خيوط التحركات الإيرانية في المنطقة عبر خلايا سرية لها تزعم أنها تنشط في البحرين بعيدا عن أعين النظام البحريني.
في المقابل فإن مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي طلب من المسؤولين الأمنيين البحرينيين تقديم المؤازرة والإسناد الكاملين لإسرائيل على الساحة الدولية في مواجهة إيران.
التي يبدو أنها بدأت تتحرر من قيود العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
حيث تأتي الزيارة وسط قلق إسرائيلي متزايد من تنازلات قد تقدمها واشنطن لطهران في المحادثات الجارية في فيينا، وعودتها إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
كانت وكالة أنباء النظام البحريني ذكرت أن رئيس الموساد كان في استقباله كلا من الفريق عادل بن خليفة الفاضل، رئيس جهاز المخابرات الوطني، وأحمد بن عبدالعزيز آل خليفة، رئيس جهاز الأمن الاستراتيجي.
وأضافت الوكالة أن الجانبين ناقشا خلال الزيارة، التي لم يعلن عنها مسبقا، آفاق التنسيق والتعاون في سبل دعمها وتعزيزها.
كما تباحثا حول أبرز المجالات الأمنية والمستجدات والتطورات الإقليمية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفق الوكالة.
الجدير ذكره أن العلاقات بين البحرين وإسرائيل تعيش أفضل أيامها عبر التاريخ.
وتبادل وزراء من الجانبين خلال الأسابيع الماضية سلسلة اتصالات هاتفية ناقشوا من خلالها تدعيم التبادل التجاري والسياحي خلال فترة ما بعد اكتمال تقديم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
تعزيز الوجود الإسرائيلي
وتتسارع وتيرة تطبيع العلاقات بين النظام الخليفي وإسرائيل بموجب الاتفاق الذي وقعه الجانبان في واشنطن منتصف سبتمبر أيلول الماضي.
ويسمح اتفاق التطبيع بمنح إسرائيل موطئ قدم لها في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر.
وهو ما أثار غضب إيران التي تنظر إلى إسرائيل على أنها دولة عدو تهدد مصالحها.
وحذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، من توفير أي موطئ قدم لإسرائيل في المنطقة.
بعد إعلان البحرين والإمارات تطبيع كامل علاقاتهما مع إسرائيل.
كانت السلطات الإيرانية هاجمت مملكة البحرين ووجهت لها تهديدات صريحة عقب إعلان إقامتها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها، اتفاق التطبيع، مؤكدة أن “حكام المملكة الخليجية سيكونون من الآن فصاعدا شركاء في جرائم الكيان الصهيوني”.
وعقب أسابيع من اتفاق التطبيع زار وفد أمني بحريني إسرائيل لأجل التباحث الأمني والعسكري بين الجانبين.
وجاء في وثيقة نشرتها هيئة البث الإسرائيلية “مكان”، في أغسطس، أن إسرائيل مهتمة بتوسيع التعاون الأمني مع البحرين.
إذ يتصدر الملف الأمني قائمة مجالات التعاون بين البلدين.
وتنص الوثيقة على أن اتفاق التطبيع يجعل من الممكن تعزيز تحالف عسكري بين إسرائيل ودول الخليج (الإمارات، والسعودية، والبحرين).
فضلاً عن تكثيف التعاون بشأن أمن البحر الأحمر.