دخل الأكاديمي معتقل الرأي البارز في سجون البحرين عبدالجليل السّنكيس شهره الثالث بالإضراب عن الطعام احتجاجا على التضييق وسوء المعاملة بحقه.
يأتي ذلك وسط تصاعد المطالب من المنظّمات الحقوقيّة للسلطات البحرينيّة، بالإفراج الفوري عن الأكاديمي السنكيس وبقية معتقلي الرأي.
وقال مركز البحرين لحقوق الإنسان إن السنكيس أمضى أكثر من ستين يومًا من الإضراب عن الطعام حتى الآن، مشددا على ضرورة أن تبدأ البحرين في حل ملف السّجناء السّياسيين، باعتباره الملفّ المعلّق، وهو عبء على أكتاف البلاد منذ عام 2011.
فيما أكّدت منظّمة سلام للديمقراطيّة وحقوق الإنسان، أنّ اعتقال السنكيس طبقًا لأحكام القانون الدوليّ لحقوق الإنسان هو اعتقال تعسفيّ، وطالبت حكومة البحرين باحترام الدّور الذي يؤدّيه المدافعون عن حقوق الإنسان، وضرورة حماية هؤلاء المدافعين.
ودعت المنظّمة الحكومة البحرينيّة إلى الإفراج عن السّنكيس فورًا، وعن جميع المعتقلين السّياسيين وسجناء الرأي القابعين في السجون.
وأشار المركز الأوروبيّ للديمقراطيّة وحقوق الإنسان، إلى إكمال السّنكيس شهره الثاني في إضرابه عن الطّعام، احتجاجًا على ظروف اعتقاله وسوء المعاملة والانتهاكات التي يتعرّض لها داخل سجن جوّ المركزيّ.
ولفت إلى أنّ السّنكيس هو معتقل رأي، تمّ اعتقاله بسبب تعبيره عن آرائه، ودعا إلى التوقيع على عريضة الإفراج عنه.
وأكّد معهد البحرين للحقوق والديمقراطيّة أنّ السّنكيس بدأ في إضرابٍ عن الطّعام منذ 62 يومًا، ويقبع في المستشفى منذ 51 يومًا بعد تدهور حالته الصحيّة نتيجة الإضراب، كما أكمل 3831 يومًا خلف القضبان للمطالبة بالديمقراطيّة.
ولفت المعهد الحقوقي إلى أن 16 منظّمة حقوقيّة وأكثر من مائة أكاديميّ أعلنوا تضامنهم مع الدكتور عبد الجليل السّنكيس، وطالبوا بالإفراج عنه بدون شروط.
ومنذ عدة أسابيع يرقد السنكيس في أحد المراكز الصحية بسبب خطورة حالته الصحية التي تستدعي مراقبة مستمرة بسبب الإضراب عن الطعام.
وتماطل السلطات البحرينية في إعادة كتابه المصادر، في محاولة يائسة منها لثني السنكيس عن مواصلة الإضراب وفقدانه الأمل من الحصول على حقه.
والسنكيس صاحب الشعار الشهير “ صمود يتبعه نصر” يسجل في معركة الأمعاء الخاوية درسا عمليا في الصمود، ويفضح بجوعه استبداد النظام البحريني وتعسفيه ضد معتقلي الرأي.
مع استمرار السنكيس في إضرابه عن الطعام، تتوالى المطالبات الدولية بالإفراج عنه دون قيد أو شرط آخرها البرلمان الفرنسي الذي وجه فيه النائبان مرسود وجيراردين مسائلات للخارجية الفرنسية بشأن أوضاع حقوق الإنسان تركز فيها الطرح على معاناة السنكيس.
وسبق ذلك رسالة من وزير الخارجية البريطانية في حكومة الظل واين ديفيد، واللورد العمالي كولينز وزير خارجية بلادهما إلى تدخل الحكومة البريطانية لوضح حد للتجاوزات في سجون البحرين، معتبرين استمرار السنكيس في الإضراب عن الطعام مثالا صارخا على سوء الأوضاع في سجون آل خليفة.
وحذر حقوقيون من تدهور الحالة الصحية للسنكيس وحملوا النظام مسؤولية سلامته، ومنظمات دولية وأكاديميون يطالبون بإعادة الجهد البحثي الذي أعده السنكيس.
ويعتبر مراقبون أن إضراب السنكيس يمثل معركة تختصر صورة النضال في البحرين بين شعب يتوق إلى الحرية ونظام تأسس وتحكم بالإرهاب والفساد.