أكد ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أن اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل لا تمثل سوى النظام الخائن في المنامة ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن الشعب البحريني ومواقفه.
وقال الائتلاف في بيان صحفي إن النظام البحريني “سجّل خيانة جديدة للامّة ليس لها نظير، وذلك باستقبال وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس على أرض المنامة”.
وأشار إلى أن استقبال غانتس تزامن مع استمرار مجازر تحالف دول العدوان على اليمن بدعم أمريكي- صهيوني، ومواصلة جرائم الكيان الصهيوني بحقّ الشعب الفلسطينيّ”.
ولف إلى غضب شعب البحرين ورفضه هذه الزيارة المشؤومة التي أتت تحت عنوان “التعاون الأمنيّ والعسكريّ وإنشاء قاعدة عسكريّة صهيونيّة لسلاح البحريّة الإسرائيلي”.
وقال الائتلاف في بيان لمجلسه السياسي إن زيارة غانتس “ليست إلا بداية احتلال يتيح للكيان الصهيونيّ التمدّد عسكريًّا في الشرق الأوسط، وهي تضمر الشرّ للمنطقة بشكل عام، وتشكّل خطورة على أمن البحرين القوميّ بشكل خاصّ، ويتحمّل مسؤوليّتها حكّام آل خليفة الذين خانوا الشعب والأمّة”.
وأعرب ائتلاف 14 فبراير عن استنكاره هذه الزيارة المشؤومة، مشدّدًا على ضرورة مقاومة الوجود الصهيونيّ على أرض البحرين.
وحذر الائتلاف النظام الخليفيّ من أنّه لن ينجح في سياسة قمعه وإرهابه للشعب، ودعا إلى مدّ يد العون لشعب البحرين المستمرّ منذ 11 عامًا في ثورته ضدّ نظام آل خليفة الخائن والمطبّع، والتكاتف معه لإحباط ما يخطّط له في الغرف المغلقة وإفشاله قبل أن يحقّق هدفه بتدمير البحرين والأمّة.
وأكد على وقوف شعب البحرين الدائم مع الشعب الفلسطيني، مشددا على أنّ تطبيع النظام البحريني مع العدو الصهيوني واتفاقياته السافرة والمعادية للأمتين العربيّة والإسلاميّة تبقى فقط في قصوره، ولا تمثّل سوى الديكتاتور حمد بن خليفة بينما الشعب البحريني بريء منها.
يأتي ذلك فيما تعمدت صحيفة معاريف العبرية إهانة البحرين بوصفها السنونو الخليجي “الأول” لتعزيز أمن إسرائيل وحشد الدعم الخليجي في مواجهة إيران.
وجاء في تحليل نشرته الصحيفة: يعتاد الناس بسرعة على الأمور الطيبة، لكن اتفاق المبادئ الأمني الذي وقع هذا الأسبوع في البحرين ليس أمراً مسلماً به، ويشهد على أن الشرق الأوسط يتغير أمام ناظرينا بوتيرة مدوية.
من جهة، المشاكل القديمة في الساحة الفلسطينية ستتعاظم في الأشهر القريبة المقبلة. ومن جهة ثانية، يسجل تاريخ في البحرين، في اتفاق مبادئ أمني أول في دولة في الخليج.
إن الانتقال الذي قامت به البحرين هذا الأسبوع من اتفاقات اقتصادية أو اتفاقات أمنية سرية من خلف الكواليس إلى اتفاق أمني رسمي، ليس موضوعاً رمزياً.
فالتحالفات بين إسرائيل ودول الخليج آخذة في التوثق، ويمكن الافتراض بأن إيران قلقة جداً من ذلك.
ثمة علاقات مع دول الخليج منذ سنوات عديدة، وجاءت اتفاقات إبراهيم لتجعلها رسمية وتخرجها إلى النور.
ومع ذلك، هناك أهمية تتجاوز الرمزية في زيارة رسمية هي أولى لوزير دفاع في دول الخليج، وفي طائرة سلاح جو تطير من فوق السعودية واتفاق أمني أول.
القصة ليست البحرين فقط؛ فالمملكة الصغيرة التي تعد 1.7 مليون نسمة فقط، هي على ما يبدو السنونو الأول للتعاون الأمني الرسمي الإسرائيلي مع دول أخرى في الخليج.
ثمة افتراض بأن الاتفاق الأمني التاريخي الذي وقعت عليه البحرين مع إسرائيل حظي بتأييد من جارتها وحليفتها السعودية، ومن الإمارات أيضاً.
ودون حاجة للحديث عن ذلك بشكل علني، مثلما تحاول إيران أن تلون ذخائر وحلفاء في المناطق وفي حدود مجاورة لإسرائيل، فإن اتفاقات إبراهيم تترجم إلى معان أمنية لدولة إسرائيل في الخليج.
المسألة الإيرانية والمصالح المشتركة موجودة هنا أيضاً دون حاجة للحديث عنها بشكل علني. لن تخوض أي دولة حروب الدولة الأخرى، لكن في الوسط الكثير جداً من المصالح وأشكال التعاون في مجالات مختلفة.
اضطرابات 2011 في البحرين في ذروة الربيع العربي، في مملكة أغلبية مواطنيها المحليين هم شيعة، تحز هنا في الذاكرة جيداً، وكذا أصبح الاتهام تجاه إيران واضحاً جداً.
هي فرص تستغلها إسرائيل في صالحها جيداً. والاهتمام الأمريكي بالذات، الذي يوظف اليوم في اتجاهات أخرى، من الصين وحتى روسيا، يعزز مكانة إسرائيل كقوة مهمة في المنطقة.
وثمة افتراض بأن اتفاقات أمنية مشابهة مع دول أكبر في الخليج ليست سوى مسألة وقت، وليس في الزمن البعيد جداً.