اشتكى عدد من المواطنين البحرينيين من عرقلة سفرهم بسبب شرط الموافقة الأمنية “طلب تصريح سفر” في حال رغبتهم بالسفر إلى الجمهورية العراقية لزيارة العتبات المقدسة.
وقال منتدى البحرين لحقوق الإنسان في بيان تلقى “بحريني ليكس” نسخة منه، إن هذا الإجراء كان جرى فرضه فترة انتشار جائحة كورونا بحق بعض الدول، ويعاد تسليط الضوء عليه بعد عودة رحلات الطيران المباشرة بين البلدين من خلال شركة طيران الخليج والتي توقفت منذ فترة كورونا أيضا.
وجرى في يوم الأحد 2 يونيو/حزيران 2024 استدعاء عالم الدين البارز الشيخ فاضل الزاكي على خلفية تدوينات في منصة إكس ينتقد فيها إجراءات تصريح السفر والتحقيق معه لعدة لساعات بغرض الترهيب.
وأكد منتدى البحرين لحقوق الإنسان أنَّ الاستمرار بهذا الإجراء الذي يعتبر من أشكال التضييق الجماعي بحق الحريات لعشرات الآلاف من المواطنين الذين يريدون ممارسة حرية الدين والمعتقد عبر زيارة العتبات المقدسة في الدول الإسلامية مثل العراق، وهو انتهاك صارخ لحرية التنقل والحريات الدينية.
وشدد المنتدى الحقوقي على أنه لا مبرر لمواصلة العمل به سوى العمل على تقييد الحريات الدينية بقيود رسمية مخالفة لأبسط المبادئ الحقوقية في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، يبدوا أنَّ السلطات البحرينية تريد أن تذكرنا بأنَّ الحقوق والحريات ستبقى عرضة للتقويض والانتهاك والتجزيء.
ومؤخرا استهجن المجلس السياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير سياسات الاضطهاد الطائفي والابتزاز والترهيب، التي عاودَ النظام الخليفي شنها ضد شعب البحرين، والسجناء السياسيين الرهائن في معسكراته ومعتقلاته.
وقال المجلس في بيان إن هذه السياسات تأتي في الوقت الذي يواجه فيها النظام الخليفي أزمة عميقة، وقابلةً للتوسع بسبب متغيرات الوضع الإقليمي، وبالتوازي مع الصمود الأسطوري لشعب البحرين وقياداته وشبابه المعتقلين في السجون.
وشدد على أن الغطرسة الخليفية والقمع المتجدد واستمرار الاضطهاد الطائفي، جاء في إطار العجز أمام الصمود الشعبي وقوةِ الأحرار في السجون، وهو ما أعقب يأسِ الخليفيين من الحصولِ على مبتغاهم من الإفراجات المقننة الأخيرة من جهة.
وأكد أن كل هذا الترهيب والإجرام سيرتد عليهم بالمزيد من الفشل وسوء العاقبة، وسيضطرون إلى دفع ثمن الإبقاء على الرموز والسجناء، والتقييد على حريةِ السفر إلى العراق وزيارة الأماكن المقدسة، ومنع تأبين المواطنين للشهداء، وقمع تظاهراتٍ مؤيدة لغزة ومقاومتها، فضلًا عن الاستمرار في الحلف المعادي لليمن والتمسك البغيض باتفاقات التطبيع مع إسرائيل.
وفي السياق نددت جمعية الوفاق الوطني البحرينية المُعارضة، بالعراقيل والإجراءات الأمنية التي تضعها السلطات البحرينية أمام المواطنين من أبناء الطائفة الشيعية، لزيارة العتبات المقدسة.
وتساءلت الجمعية في بيانٍ لها عن أسباب وضع السلطة هذه العراقيل أمام السفر للعتبات المقدسة، خاصة بعد أن استبشر المواطنون بفتح شركة “طيران الخليج” خطوطها للسفر إلى مدينة “النجف الأشرف” في العراق بعد سنوات طويلة، حتى فاجأت السلطات المواطنين بفرض ما يسمى بالتصريح الأمني للسفر إلى هناك.
وأكدت أن هذه الخطوة البوليسية جاءت لتعكس الرغبة الشمولية في مراقبة الحريات الفردية، ولتضع العراقيل أمام وجهة دينية بحتة، في حين لا يحتاج المواطنون لذات التصريح عند سفرهم إلى وجهات سياحية أخرى، ما يضع هذا الإجراء ضمن قائمة سياسات الاضطهاد الديني.
ولفتت الجمعية إلى أن هذه الخطوة لاقت استهجان الشارع البحريني مع اقتراب موسم السفر إلى العتبات المقدسة، فيما عبر علماء الدين عن رفضهم الشديد لهذه الإجراءات، مؤكدين أن زيارة الأئمة “ع” شعيرة دينية وحق أصيل أقره الدين والدستور.