كشفت سياسة النظام الخليفي القائمة على تقليص الكتلة الناخبة واقتصارها على من ترضى عنهم السلطات، زيف الانتخابات البرلمانية في البحرين وحيلة زيادة النسب الوهمية للمشاركة.
ولجأ النظام الخليفي إلى ألاعيب لزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي يُعرض غالبية البحرينيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية عن المشاركة فيها بعد أن أثبتت فشلها في تلبية التطلعات الإصلاحية.
وبعد لعبة ترهيب المواطنين، أضافت الحكومة إلى ألاعيبها لعبة جديدة بتقليص الكتلة الانتخابية للحصول على نسبة تصويت عالية. ولجأت الحكومة في هذا الشأن لحذف أسماء مقاطعي الانتخابات الماضية من سجلات الناخبين.
ومع هذا الإجراء، أدرجت الحكومة في السجلات أسماء المواطنين الذين شاركوا في الانتخابات الماضية فقط، والذين تتوقع أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في نوفمبر القادم.
وتهدف اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات الحصول على نسبة مشاركة أعلى، لكون المقاطعين لن يدخلوا في عملية احتساب نسبة المشاركة لأنهم غير مدرجين أصلا في كشوف الناخبين.
وبعد أن كان الأصل هو تقييد أسماء جميع من يحق لهم التصويت في جداول الناخبين، أصبح الأصل هو حذف الأسماء، في مخالفة صريحة للمادة السادسة من قانون مباشرة الحقوق السياسية التي نصُّها «يقيّد في جداول الناخبين كل مواطن له حق مباشرة الحقوق السياسية».
فمهمة اللجنة العليا الحقيقية هي الإشراف على “تزوير الانتخابات” بتزوير سجلات الناخبين تمهيدا للإعلان عن نسبة مشاركة وهمية؛ للتقليل من حجم مقاطعة الانتخابات التي تزداد مع كل انتخابات صورية.
وعبر خدمة التحقق من كشوف الناخبين التي يتيحها الموقع الرسمي للانتخابات على الإنترنت اكتشف الكثير من المواطنين عدم إدراج أسمائهم ضمن الكتلة الانتخابية.
ونشر العديد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لنتائج البحث تظهر عدم إدراجهم في الكشوف التي يفترض أن تتضمن أسماء جميع من تنطبق عليهم الشروط التي حددها القانون.
من جهتها أكدت جمعية الوفاق البحرينية أن الأزمة الدستورية والسياسية بين نظام الحكم والشعب في البحرين تتسع، ويتزايد حجم الصراع القائم والانقسام “نتيجة غياب أي مستوى من العقد الاجتماعي” بين الطرفين.
وذكرت الجمعية أن “النظام الحاكم يستمر في تغييب الدولة والاعتماد على الحكم الاستبدادي، باستخدام القوة لفرض واقع سياسي واقتصادي وأمني ومجتمعي، خلافاً لرغبة عموم أبناء شعب البحرين”.
وأبرزت أن النظام الخليفي عمد إلى إبقاء الواقع الأمني الذي تعيش فيه غالبية شعب البحرين، من فقدان للأمن والشعور بالتهديد العام، والتهديد على كل المستويات.
ورأت جمعية الوفاق أن “العملية الانتخابية في البحرين هي أسوأ عملية انتخابية عرفها التاريخ، إذ يمارس الحكم فيها دور المتحكم بتفاصيل الانتخابات وإفرازاتها على مستوى المجلس النيابي، لإنتاج مجلس هزيل مهمته الوحيدة تلميع صورة الفساد، والجرائم الماسة بحقوق الإنسان، وغياب دولة المواطنة والمؤسسات وغياب القانون”.
وأشارت إلى أنه “تُسجل عملية مقاطعة الانتخابات الهزيلة إجماعاً وطنياً لا مثيل له”، وترى القوى السياسية الوطنية بمختلف توجهاتها أنّ “الانتخابات هي أحد فصول التعذيب والتمييز والفساد والاستيلاء على الثروة وطمس الهوية الوطنية”.
وأكدت جمعية الوفاق أنّ “مقاطعة الانتخابات أصبحت مهمة وطنية تعكس الحب والانتماء لأرض البحرين، وهويتها الوطنية، وما تشكله هذه السلطة من خطر حقيقي على معيشة المواطن وأمنه ومستقبله ومستقبل الأجيال القادمة”.
كذلك شددت “الوفاق” على “ضرورة التحوّل من النظام الاستبدادي التسلطي إلى نظام ديمقراطي ينتخب فيه الشعب حكومته عبر آليات ديمقراطية سليمة، بدلاً من حكومات التعيين التي أثبتت فشلها وعدم كفاءتها، وعدم ثقة عموم المواطنين في قدرتها على حلحلة الأزمات المختلفة، بل زيادة الأزمات وتضخمها واتساعها على رأس المواطنين”.