أكدت المبادرة الوطنية البحرينية لمقاومة التطبيع مع إسرائيل والتي تضم أكثر من 20 منظمة أهلية، على رفضها سعي النظام البحريني للتعاون مع تل أبيب في المجال الصحي.
وعبّرت المبادرة في بيانٍ لها عن استغرابها من الإصرار الرسمي على الاستمرار في عملية التطبيع مع إسرائيل وعقد الاتفاقيات العديدة معها رغم رفض ومناهضة مكونات الشعب البحريني لهذا التوجه الخطر على الجيل الحالي والأجيال القادمة.
واستنكر البيان ترحيب وزيرة الصحة البحرينية فائقة الصالح بالتعاون مع إسرائيل في المجال الصحي، وذلك اثناء لقائها في العاصمة المنامة مع القائم بأعمال السفارة الصهيونية في البحرين إيتاي تاغنر يوم 29 أغسطس 2021.
وشدّدت المبادرة على أنّ إمعان الجانب الرسمي في التطبيع مع إسرائيل وفي مختلف المجالات، هو توجه يناقض الموقف الشعبي البحريني ومؤسسات المجتمع المدني.
بيان من المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني.#بحرينيون_ضد_التطبيع#bahrain #البحرين https://t.co/exfqLDyPRc
— الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع (@bsaz_bh) September 2, 2021
وقبل أيام ناقشت البحرين وإسرائيل سبل تعزيز التعاون المشترك بينهما في مجال التطبيع الصحي.
جاء ذلك في أثناء لقاء جمع وزيرة الصحة بحكومة النظام البحريني فائقة بنت سعيد الصالح، والقائم بأعمال سفير إسرائيل لدى البحرين، إيتاي تاغنر.
وأبدت الوزيرة ترحيبها بالممثل الإسرائيلي في البلاد، وأشادت بما وصفته “بجهوده المقدمة في مجال تعزيز العلاقات الثنائية” التي تجمع بين البحرين وإسرائيل في العديد من المجالات، ومن ضمنها المجال الصحي.
وبينت “أهمية تعزيز التعاون المثمر بين البلدين في المرحلة المقبلة في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك”، وفق تعبيرها.
بدوره، أكد تاغنر على التنسيق لتطوير علاقات التعاون من خلال مذكرات التفاهم بين البلدين مع العمل على تعزيز الجهود والمساعي في سبيل تقديم كل ما من شأنه أن يساهم في دعم وتعزيز علاقات التعاون المشترك في المجال الطبي بين الجانبين، وفق زعمه.
ومؤخرا، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن قرب تسيير رحلات مباشرة بين البحرين وإسرائيل ابتداء من الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول القادم.
وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية أن “شركة طيران الخليج” الناقلة الوطنيّة في البحرين، تتجهّز لإطلاق خط طيران مباشر بين “مطار بن غوريون” الإسرائيلي ومطار البحرين الدولي.
وأوضحت أن الشركة تنوي تفعيل رحلتين أسبوعيّتين على الخطّ، يومي الاثنين والخميس على متن طائرات إيرباص.
وسيبلغ سعر التذكرة نحو 299 دولارًا، والرحلة ستستغرق ساعتين ونصف، إذ يحاول قطاع الطّيران ملائمة وجهات الرحلات، بالتناسب مع التعليمات الجديدة والمتغيّرة لوزارة الصحّة الإسرائيلي.
وأشارت إلى أنّه حتى اليوم، غير مطلوب من المتطعّمين والمتعافين الدّخول إلى حجرٍ صحيّ في البحرين، وابتداءً من 31 من الشّهر الحالي، لا توجد حاجة للدّخول لحجر صحيّ للعائدين إلى إسرائيل من البحرين.
لكن المطلوب إجراء فحص كورونا لدى دخولهم البحرين، ومن يمكث هناك أكثر من عشرة أيام، يجب عليه إجراء فحصٍ ثانٍ في اليوم العاشر وفق الصحيفة.
وكانت البحرين وقعت في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي اتفاقًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل واتفقتا على السماح بأربعة عشر رحلة ركاب أسبوعية بينهما، بالإضافة إلى رحلات غير محدودة بين “البحرين وإيلات”.
يأتي ذلك فيما أكدت صحيفة إسرائيلية مؤخرا أن قطار التطبيع مع مملكة البحرين يسير بوتيرة بطيئة وذلك بسبب الرفض الشديد لسكانها.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن البحرين التي تعد ثاني دولة خليجية تنضم لقطار التطبيع مع إسرائيل “يبدو أن الأمور تتقدم بوتيرة أبطأ”.
وأضافت “لكن الاتجاه صحيح”.
وأوضحت أنه “يمكن الافتراض أن الوتيرة الأبطأ ترجع إلى حقيقة أن سكان البلاد لديهم أغلبية مسلمة شيعية متأثرة بشدة بإيران”.
وأكدت أن غالبية سكان البحرين يعارضون خطوة التطبيع مع إسرائيل.
ومؤخرا، أكد كاتب صحفي وإعلامي بحريني مستقل، أن إسرائيل سوف تظل في موقع العداء بالنسبة للعرب والمسلمين، مشددا على أن الشعب البحريني لا يقبل بتمرير مشاريع التطبيع الخيانية معها.
وقال الكاتب فيصل هيات في تصريح صحفي: “نحن كمواطنين عرب في المقام الأول نرفض كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، هذا الكيان المعتدي”.
وأضاف أن إسرائيل سوف تظل في موقع العداء بالنسبة لنا كعرب ومسلمين، لذا لا نقبل بانتهاز الفرص لتمرير مثل هذه المشاريع على المواطن العربي سواء في البحرين أو غيرها.
وتابع هيات قائلا أن “السواد الأعظم من البحرينيين أو حتى من المقيمين يرفضون هذا التعاون مع من اغتصب أرضنا في فلسطين وفي سوريا ولبنان، ولا يمكن الضحك على الشعوب بمبررات لهذا التعاون في ظل السماوات المفتوحة الآن”.
وأعلنت وسائل إعلام عبرية أن وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد سيزور البحرين قريبا لتعزيز علاقات التطبيع مع النظام الحاكم في المنامة.
وتم الإعلان عن الزيارة التي يحددها موعدها رسميا على هامش زيارة نائب وزير الخارجية البحريني عبد الله آل خليفة إلى إسرائيل الشهر الحالي.
وأعلن آل خليفة أن النظام البحريني يخطط لحدث احتفالي كبير بمناسبة الذكرى الأولى لتوقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.
وقال بهذا الصدد “من المستحيل ترك يوم 15 أيلول/سبتمبر المقبل يمر دون احتفال” وهو يوم توقيع اتفاق التطبيع بين كل من الإمارات والبحرين مع إسرائيل في واشنطن العام الماضي.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، أشاد بتحسن علاقات تل أبيب مع عواصم عربية عديدة، دون أن يسميها.