مع توديع عام منصرم وحلول عام 2024 الجديد فإن التطلعات تكبر في البحرين وتبقي حية بنهاية الحقبة السوداء من حكم النظام الخليفي في البلاد وسيطرته على مقدرات وثروات البلاد وامتهانه التطبيع.
ومنذ الاحتلال الخليفي للبحرين توالت العقود والأعوام، واحتفى البحرينيون شيعة وسنة بكل عام جديد، ولم يتخلّوا عن الأمل الحقيقي بحتمية حدوث التغيير ونهاية الحقبة السوداء الذي هيمنت على البلاد.
هذا برغم تضحياتهم الجسيمة ومعاناتهم الشديدة، فلم يكن الآلم مانعا من الأمل، بل كلما ازداد هذا الألم تعمّق الأمل، لعلمهم بالحقائق الإلهية التي لا تخطيء او تتوقف.
فالليل يعقبه النهار، والظلام يأتي بعده النور. والسواد الذي فرضه الخليفيون على البلاد سيعقبه نور الحرية وإن تأجل قدومه.
ويؤكد نشطاء بحرينيون أن تأخر الانفراج لا يعني عدم حدوثه، فالله هو الذي يحدد وقت حدوثه، بل يأتي وفق الإرادة الإلهية التي تراقب مواقف البشر وأوضاعهم وتقرر ما فيه مصالحهم.
هذه هي عقيدة الأغلبية الساحقة من المواطنين الذين قدّموا أغلى ما يملكون. ويكفي الإطلالة على قبور الشهداء لاكتشاف عمق إيمان آبائهم وذويهم بحتمية القصاص الإلهي من القتلة والمعذبين والجلادين.
هذه العائلات تزور قبور أبنائها في كل أسبوع، ولكن تلك الزيارات تكثفت بمناسبة عيد الشهداء. إنه مشهد يوحي بحتمية التغيير لأن دماء الشهداء لا تذهب سدى، بل هي ضرورة لحدوث التغيير، لا يمكن أن تجف أو تضيع أو تفقد التأثير.
ومع مستهل العام الجديد تجد هذه المشاعر مكانها في نفوس المواطنين، خصوصا آباء الشهداء وأمهاتهم، وتزداد رسوخا برؤية الراية التي رفعها أبناؤهم الشهداء مرفوعة لم يستطيع الطاغية إنزالها.
فهي عنوان البقاء والخلود للشهداء من جهة وحياة الشعب من جهة ثانية وحتمية انتصار القضية ثالثة. فحين ينزل الشباب الى الميادين حاملين راية التغيير فإن ذلك دليل على هزيمة عقلية الاستئصال الخليفية التي راهنت على كسر شوكة التغيير والحراك الثوري في نفوس المواطنين. فلا يمر يوم إلا وتخرج الجماهير في مسيراتها واحتجاجاتها تحت عناوين شتى، وآخرها قضية غزة.
إن تعاطف الشعب مع أهل فلسطين تأكيد لإيمانه بتشابه القضيتين، فلا يمكن للشعب أن يسكت على جرائم الصهاينة، كما أنه لا يسكت على الظلم الخليفي المتواصل. سوف يستمر هذا الحراك بدون توقف حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحي من حي عن بيّنة.
بهذه الروح لا يعدم أبطال الميادين ذريعة التواجد المستمر بدون توقف او انقطاع. هذا برغم علمهم أن الخليفي حاكم جائر يمارس الإجرام بأبشع صوره وأشكاله، عدو لدود للأحرار أين ما كانوا، سواء في فلسطين أم البحرين، عميل حتى النخاع لأعداء الأمة، همّه الوحيد نهب أموال الفقراء وتكديسها والفجور في الخصومة بلا حدود.
يعلم المواطن البحريني الحر أنه سيدخل السجن يوما لأن أغلب البحرينيين اعتقلوا ولو مرة في حياتهم، وأن السنوات تتوالى وهم يرزحون وراء القضبان.