أكد سياسيون عرب، أن تطبيع البحرين والإمارات علاقاتهما السياسية والتجارية مع إسرائيل بات أخطر ما يواجه دول الخليج، مشددين على أنه لا مناص من التغيير السياسي في البحرين.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في ندوة سياسية افتراضية عقدها تكتل المعارضة البحرانية في بريطانيا مساء الإثنين، بعنوان “الربيع العربي. البحرين مثالا”.
واستضافت الندوة كل من أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر دكتور محمد المسفر والنائبة التونسية مباركة الإبراهيمي، والكاتب والمحلل السياسي الدكتور فؤاد إبراهيم.
رهان خاسر
وأبدت الإبراهيمي تضامنها وتقديرها الكبير لشعب البحرين ونضاله الفريد. واستعرضت خلال حديثها نماذج من القمع الوحشي الذي مارسه النظام البحريني بدعم من السعودية والإمارات ضد الحراك السلمي في البحرين.
وتطرقت إلى ما وصفته بـ”الخيانة” جراء التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، عادّة أن التعويل على إصلاح الأنظمة الفاسدة هو رهان خاسر.
أعلنت اتفاقية تطبيع كامل للعلاقات بين دولة الإمارات وإسرائيل، تحت رعاية أمريكية في 13 أغسطس الماضي، وخلال أقل من شهر، تلاها اتفاقية تطبيع أخرى بين البحرين وإسرائيل في 11 سبتمبر.
وأثارت الاتفاقيتين، تساؤلات عديدة حول جدوى التوقيع على مثل هذه الاتفاقيات بين دول خليجية غير حدودية مع إسرائيل.
وشددت النائبة التونسية على ضرورة أن “تجتمع الكلمة لاقتلاع الأنظمة العميلة والمستبدة.. ربما يكون صعبا ولكن الصبر والثبات كفيل لتحقيق ذلك الهدف”.
من جهته اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر الدكتور محمد المسفر أن الخليج يواجه خطرا حقيقيا يشكل تهديدا وتحديا أكبر مما مرت عليه من الأزمات السابقة.
وتابع المسفر أن احتلال الكويت كان أزمة عابرة أمام خطر التطبيع ودخول الإسرائيليين إلى المنطقة.
وعبر المسفر عن حزنه وأسفه الشديدين “من ظهور أطفال خليجيين وهم يرتدون علم الكيان الصهيوني، ويقفون احتراما لنشيدهم”.
سلام زائف
واستهجن المسفر دعاية السلام الزائف، مذكرا “بجرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين”.
وقال المسفر إنه لا مناص من التغيير السياسي في البحرين وعموم الدول الخليجية.
وحذر المسفر حكومات الأنظمة الخليجية من التعويل في دوام استقرار أمنها على الولايات المتحدة الأمريكية، وحثها على عدم الانجرار في النزاعات المفتعلة مع إيران وجرها للتقارب بالمقابل مع الكيان الصهيوني.
“فالأول دولة وشعب له تاريخ وثقافة وتداخل، والثاني نظام طارىء وعدواني نحو العرب”، كما قال.
ودافع الباحث والمعارض الدكتور فؤاد إبراهيم عن ثورة البحرين، مستعرضا شعبيها الأكبر بين كل ثورات الربيع العربي قياسا لنسبة السكان وحجم المشاركة الشعبية.
الإطاحة بالدولة
واعتبر الدكتور فؤاد أن ثورة البحرين كانت في طبيعة الثورات العربية المستهدفة، مشيرا إلى تدخل الجيش السعودي والإماراتي تحت غطاء درع الحزيرة لإجهاض الثورة.
ورأى إبراهيم أن التدخل العسكري لم يستهدف الثورة البحرينية فحسب، وإنما أطاح بالدولة وأصبح يتحكم بمسارها السياسي وعلى كل صعيد.
ورغم أحقية ثورة البحرين إلا أنها كانت في نظر البعض من الثورات الحرام، إذ جرى تجاهلها من الأقربين والأبعدين، بحسب دكتور فؤاد إبراهيم.
وتابع “أن بعض الأبواق نعتت الثورة بالطائفية بسبب وجود غالبية شيعية في المعارضة نتيجة وجودهم كغالبية في السكان، لكن ذلك لم يكن سببا لرفع مطالب طائفية ابدا، إذ أن المعارضة كانت وطنية بامتياز في طرحها وتحركاتها وخطاباتها”.
وأشار إلى أن الدول الغربية لم تكن راغبة كذلك في وجود أي تغيير حقيقي في البحرين، معللا ذلك بأنهم كانوا يرون الثورة البحرانية صورة ضد نظام وظيفي، وهو لا يستقيم مع سياساتهم الخارجية تجاه الخليج.