مفكر يحذّر دول الخليج من المبالغة في التطبيع مع إسرائيل

حذر المفكر الخليجي البارز عبد الله النفيسي، من المبالغة الخليجية في التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما منح الإسرائيليين جنسيات خليجية.

وقال الكاتب الكويتي في تغريدة مقتضبة على تويتر، إن الذين يمنحون الإسرائيليين جنسيات بلدان الخليج، ينطبق عليه حديث “السفينة” النبوي.

ومنتصف شباط فبراير 2021، أعلنت  وزارة الخارجية الإسرائيلية تأسيس ما يسمى بـ“رابطة المجتمعات اليهودية” في دول الخليج العربية.

وهي منظمة خاصة بالجالية اليهودية المزعومة في مجلس التعاون الخليجي. وتعد الأولى من نوعها في هذه الدول.

ويقود هذه الرابطة رئيس الجالية اليهودية في البحرين، إبراهيم نونو، وكبير حاخامات المجلس اليهودي الإماراتي الدكتور إيلي عبادي.

وفي وقت سابق، وجه المفكر النفيسي رسالة شديدة اللهجة لمن وصفهم بـ”الغنم” الذين يزعمون وجود جالية يهودية في الخليج العربي.

وقال النفيسي، في سلسلة تغريدات: “نقول للغنم الذين طبّعوا مع الصهاينة أن التطبيع. هو بعث أدبي واعتباري لبني قُريظة وبني النضير وبني قينقاع (يهود المدينة)”.

وأضاف أن “إعلان قيام رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية هو بداية الحصاد المرّ للتطبيع“.

وتابع النفيسي: “ليس هناك جاليات يهودية في الخليج وهم يعلمون ذلك”.

واستدرك: “لكن تسويق هذا المصطلح واستقراره في الوجدان الإعلامي الخليجي يمهّد. لتدخلاتهم المستقبلية في الخليج فلينتبه الغنم”.

ويأتي هذا الإعلان عن تأسيس الرابطة اليهودية بعد أشهر من إقامة الإمارات والبحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في سبتمبر.

كجزء من معاهدة “إبراهيم” التي وقعت في البيت الأبيض برعاية الولايات المتحدة.

وتقول الرابطة عبر موقعها، إنها ستعمل على تأسيس محكمة يهودية لقضايا النزاعات المدنية والأحوال الشخصية، والطقوس اليهودية، إضافة لتسوية المنازعات التجارية.

كما ستؤسس الرابطة وكالة اعتماد لطعام الكوشر (الحلال وفق الشريعة اليهودية) في جميع أنحاء دول الخليج الست.

ووفقا لموقعها، فإن الرابطة تعمل على تطوير الحياة اليهودية في المنطقة، وتهدف إلى تعزيز جميع جوانب الحياة اليهودية في الخليج.

ويحظى اليهود بمقعد في مجلس الشورى البحريني، وهو الغرفة البرلمانية المعينة من قبل الملك البحريني، حيث تتواجد نانسي خضوري في عضوية المجلس، وهي من أتباع الديانة اليهودية.

وأوائل الشهر الجاري، جدد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني دفاعه عن اتفاق التطبيع مع إسرائيل، الذي وقعته بلاده منتصف أيلول سبتمبر 2020.

وأعلن الزياني أن اتفاق التطبيع “جاء ضمن إطار النهج الذي تتبعه المنامة بهدف إحلال السلام في عموم المنطقة”، وفق تعبيره.

وقال الزياني أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو إن مملكة البحرين “شعب مسالم يؤمن بالسلام وتدعو إلى إحلال السلام في المنطقة بأسرها”.

وأشار إلى أن “هذه الرؤية تعتمد على المبادئ التي يتصف بها الشعب البحريني على مدى العقود. وهي التسامح والتعايش واحترام الآخر..”، كما قال.

وفي محاولة للتغطية على اتفاق التطبيع المخزي الذي يلقى رفضا شعبيا واسعا في البحرين، ادعى الزياني أن هذه الرسالة موجهة إلى المنطقة ككل.

وأضاف: “لتحقيق ذلك وزرع الأمل أمام الشباب الآن في الدول المتضررة من الحروب الأهلية في الشرق الأوسط سعينا إلى تحقيق وتأييد السلام مع إسرائيل”.

والأسبوع الماضي، كشف مصدر بحريني رفيع المستوى عن لقاء سري عقد بين وزير التربية والتعليم البحريني والقائم بأعمال السفير الإسرائيلي بالمملكة لإجراء تغييرات وصفها بالخطيرة بمناهج التدريس البحرينية.

وأفصح المصدر التربوي لبحريني ليكس أن اللقاء الذي عقد مؤخرا، تضمن الترويج لاتفاق التطبيع مع إسرائيل من بوابة الغزو التعليمي والثقافي.

وقد انبثق عن اللقاء بين الوزير ماجد بن علي النعيمي والقائم بأعمال السفير في البحرين، إيتاي تاغنر، الاتفاق على تشكيل لجنة مصغرة من مشرفين وتربويين لإدخال التعديلات المطلوبة.

والتي ستكون بشكل تدريجي للمرحلتين الابتدائية المتأخرة والإعدادية، والتي ستركز على أن اليهود في البحرين هم مواطنون لهم كامل الحقوق والامتيازات ويتواجدون فيها منذ عقود.

وستلتئم تلك اللجنة في القريب العاجل على أن ترفع توصياتها لوزير التعليم البحريني، بحسب المصدر.

وسبق أن أعلنت جمعيات سياسية بحرينية رفضها لاتفاق التطبيع ووكلاءه والمروجين له والضاربين بمأساة الشعب الفلسطيني”.

وشددت الجمعيات في بيان مشترك، على أن هؤلاء “لن يفلحوا أبداً في تغيير مواقف شعب البحرين من الكيان الصهيوني، والقضية الفلسطينية”.

وأكدت “الدعم والتأييد لحق الشعب الفلسطيني في استرداد كافة حقوقه المسلوبة، مع قناعتنا بأن الأرض العربية واحدة والدم العربي واحد”.

Exit mobile version