أكدت جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة أن سلطات النظام الخليفي الحاكم في البحرين تصعّد حملاتها الأمنية ضد المواطنين، عبر موجة جديدة من اعتقالات واستدعاءات، إلى جانب إصدار أحكام قضائية وُصفت بالتعسفية.
وقالت الجمعية في بيان صحفي اطلع عليه “بحريني ليكس”، إن الفترة الأخيرة شهدت اعتقال عدد من المواطنين، ومحاكمة آخرين بتهم ذات طابع سياسي.
وأصدرت المحاكم البحرينية مؤخرًا أحكامًا بالسجن على سبعة شبان بمدد تتراوح بين سنة وثلاثة أشهر، كما قضت بسجن اثنين آخرين لمدة عام، فيما أجلت محاكمة خمسة آخرين مع استمرار محاكمتهم وسط أجواء مشحونة بالترهيب القضائي.
ووسّعت الأجهزة الأمنية من دائرة الاستدعاءات، مستهدفة عددًا كبيرًا من أهالي بلدة الدراز، إلى جانب نشطاء من مختلف المناطق، على خلفية الحراك الشعبي المتواصل، وسط اتهامات بممارسة الضغوط الأمنية والترهيب بغرض كبح الأصوات المعارضة.
ويتواصل التضييق والانتهاكات داخل سجن جو بحق المعتقلين السياسيين، حيث تم نقل عدد كبير منهم إلى العزل الانفرادي، فيما حُرم آخرون من الزيارات العائلية والتواصل مع ذويهم بسبب إحيائهم المناسبات الدينية، وسط تقارير متزايدة عن الإهمال الطبي المتعمد.
كما تصاعدت الإجراءات القمعية بحق المحكومين بالإعدام، حيث نُقل عدد منهم إلى العزل الانفرادي، ما أثار قلقًا واسعًا لدى ذويهم.
يأتي ذلك فيما نقلت إدارة سجن جو عددًا كبيرًا من المعتقلين السياسيين إلى العزل الانفرادي بسبب إحيائهم لمناسبات أهل البيت (ع)، في خطوة تُضاف إلى سلسلة من التضييقات المستمرة داخل السجن.
وأكد عدد من أهالي المعتقلين أن أبناءهم تعرضوا للنقل خلال الأيام الأخيرة دون سابق إنذار أو ارتكاب أي مخالفة، مشيرين إلى أن السبب الوحيد لهذا الإجراء هو ممارستهم للشعائر الدينية.
ويُعد العزل الانفرادي أحد الإجراءات التي تعتمدها إدارة السجن ضد المعتقلين السياسيين منذ سنوات، ضمن سياسة ممنهجة للتضييق عليهم.
وطالب أهالي المعتقلين بالكشف عن مصير أبنائهم، محملين إدارة السجن والمسؤولين في البلاد المسؤولية الكاملة عن سلامتهم.
وتنفذ إدارة سجون النظام الخليفي أبشع سياسات الانتقام بشكل ممنهج بحق المعتقلين السياسيين، حيث ينقل العديد منهم صورًا من هذا الانتقام والتضييق المتواصل، بحسب ما أبرز ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير المعارض في البحرين.
وذكر الائتلاف أنه في مبنى 3 بسجن جو المركزي أكد المعتقلون أنهم يتعرضون لمعاملة قاسية حيث يُجبرون على وضع الأصفاد خلال التشمس، إضافة إلى أنهم يعانون من نقص حاد في الملابس، إذ يُمنح كل سجين بدلة واحدة فقط، ما يؤدي إلى صعوبات في الحفاظ على النظافة الشخصية، ويمنعون كذلك من ممارسة شعائرهم الدينية.
وذكروا أن مكالماتهم الهاتفية تخضع للرقابة الشديدة، حيث تُقطع عند الحديث عن الأوضاع داخل السجن، مشيرين إلى أن بعضهم توقف عن الاتصال بأسرته منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.