يتواصل إعلان اعتصامات وإضرابات عن الطعام بشكل مستمر في سجون النظام الخليفي الحاكم في البحرين في ظل ما يمارسه من قمع شامل بحق معتقلي رأي ومعارضين سياسيين.
وقد شهدت مباني (6 و7 و8 و9 و10) في سجن جو سيء السمعة، اعتصامات متواصلة ومسيرات للمطالبة بتبييض السجون، فيما تستمر إدارة السجن بمحاصرة المباني المنتفضة بالقوات المدججة بالسلاح.
وفي هذا السياق انطلقت مساء الأربعاء مسيرة غاضبة في مبنى 7 سمعت الهتافات المدوية من المعتقلين خارج السجن بحسب ما أفاد ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير.
وسبق لعصابات المرتزقة أن حاولت فض اعتصام المعتقلين السياسيين في مبنى 5 عنبر 2، حيث لوحت باستخدام القوة فيما يرفض الأسرى الاستجابة لضغوطهم.
بل أعلن الأسرى في هذا المبنى دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم الرموز القادة والمحكوم عليهم بالإعدام.
في هذه الأثناء تواصل اللجنة المنسقة لفعاليات (الحق يؤخذ) دعوة الأهالي إلى رفد حراك المعتقلين باعتصامات شعبية أمام مراكز الشرطة في عدد من المناطق.
إلى ذلك يواصل الأسرى المحكوم عليهم بالإعدام على خلفية سياسية إضرابهم عن الطعام لليوم الثاني على التولي، وذلك للمطالبة بالإفراج الشامل وتبييض السجون.
ويبلغ عدد المحكوم عليهم بالإعدام من محاكم افتقرت لأدنى مقومات العدالة والشفافية، وبتهم اعترفوا بها تحت وطأة التعذيب نحو 26 معتقلا، من بينهم 12 معتقلا سياسيا استنفدوا كافة الحلول القانونية في ظل تعنت النظام في عدم إلغاء هذه الأحكام غير الإنسانية، ومطالبات المنظمات الحقوقية وبرلمانيين دوليين بذلك.
ويذكر أن النظام الخليفي أعدم 6 شهداء رميا بالرصاص بتهم كيدية ألصقها بهم انتقاما منهم ومن مواقفهم البطولية.
في سياق قريب أعربت عائلة الرمز المعتقل السياسي الشيخ ميرزا المحروس عن قلقها عليه بعد نقله إلى المستشفى العسكري وانقطاع الاتصال به.
وقالت العائلة في رسالة إن الشيخ المحروس تم نقله إلى المستشفى العسكري بعد تردي وضعه الصحي، وأنها تعيش حالة من الخوف على مصيره بعد انقطاع التواصل معه منذ يوم السبت، ولا سيما أن وضعه الصحي صعب، ومنعه من الاتصال أو منحها زيارة له للاطمئنان عليه يزيد هذه المخاوف.
ويعاني المعتقل المحروس من وضع صحي خطير نتيجة كبر سنه والأمراض المصاب فيها التي تؤدي إلى تدهور صحته في ظل إصرار النظام الخليفي على سياسة الإهمال الطبي بحق المعتقلين السياسيين عامة والرموز القادة خاصة، ما دفعه إلى الإضراب عن الطعام عدة مرات احتجاجا على مماطلة إدارة السجن في تقديم العلاج المناسب والضروري له.
والشيخ المحروس هو واحد من الرموز الـ13 من قيادات المعارضة المعتقلين، وحكمت المحاكم الخليفية الجائرة عليه بالسجن 15 عاما، وهو يعاني من آلامٍ شديدة في الظهر، كما لا يزال يعاني من آثار التعذيب الذي لقيه بعد اعتقاله في العام 2011.
وهو يشكو من مرض القولون ونزفٍ حادٍ منذ مدة طويلةٍ، جراء منعه من استلام أدويته، وحرمانه من العلاج اللازم، وهو يحتاج إلى مراجعة طبيب مختص، فيما تتجاهل إدارة سجن جو سوء حالته الصحية.