وقعت البحرين منتصف أيلول/سبتمبر الماضي اتفاقية دفاعية جديدة مع الولايات المتحدة، لكن بعد أربعة أيام أعلنت المنامة عن مقتل وجرح عدد من جنود الجيش في هجوم بطائرات مسيرة وقع في منطقة تواجد قوة بحرينية في جيزان السعودية المتاخمة للحدود اليمنية.
وأبرز موقع (مرآة البحرين) المعارض أن على حكومة البحرين ورئيسها تقبل الحقيقية بأن الاتفاق الجديد مع الأمريكيين لا يسمن ولا يغني من جوع، فهو في الختام ورغم كثرة التحليلات، اشترى الوهم القديم بوجود خطر إيراني يجب حماية البلاد منه
مسيرة أدت إلى مقتل أربعة جنود بحرينيين في السعودية، ألقت الضوء على حدود التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن دول الخليج.
لقد وقع الحادث في جيزان في وقت كانت الولايات المتحدة تسعى فيه إلى الترويج لاتفاقياتها الدفاعية مع البحرين على أساس ما زعمت أنه التزام بأمن دول المنطقة، وكانت واشنطن تطمح في عقد اتفاقيات ثنائية مماثلة مع بقية دول الخليج، لذلك قد يكون هذا الهجوم هو أولى خيبات الأمل.
بعد نفي أنصار الله في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم، اختلطت الرؤية حول الطرف الذي يمكن أن يكون قد دخل على الخط لتخريب المحادثات بين السعودية وأنصار الله، وتعددت التحليلات حول ذلك.
وغردت إليزابيث كيندال، وهي باحثة بارزة في الدراسات العربية والإسلامية في كلية بيمبروك بجامعة أكسفورد والخبيرة البارزة في الصراع اليمني، قائلة “بعد كل شيء، هناك العديد من الجهات الفاعلة في الحرب تحتوي على مفسدين حريصين على المساعدة في إطالة البعد السعودي – الحوثي للصراع”.
ويوافق على ذلك مسؤول عسكري أميركي مطلع على التحركات، وقال المسؤول لموقع المونيتور شريطة عدم الكشف عن هويته “هناك الكثير من الحوادث التي لا يتم الإبلاغ عنها”. ومع ذلك، فإن مقتل جنود بحرينيين على الأراضي السعودية يعد تطورًا مهمًا.
وقد يُنظر إلى الهجوم في عواصم الخليج على أنه اختبار لالتزام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأمنها، لكن لا تزال الشكوك حول الالتزام العسكري الأميركي مرتفعة في عواصم الشرق الأوسط وخاصة في الخليج، وذلك بعد فشل واشنطن المدوّي في احتواء التقدم النووي الإيراني.
وبحسب ما ورد، هبطت الطائرة اليمنية بدون طيار في السعودية، مما يعني أنها من المحتمل أن تقع خارج نطاق اتفاقية واشنطن – المنامة.