دلائل على اتساع الهوة بين الشعب البحريني والنظام الخليفي المستبد

استعرضت حركة أحرار البحرين الإسلامية المعارضة، دلائل على اتساع الهوة بين الشعب البحريني والنظام الخليفي المستبد، مؤكدة أن الحرب على الشعب وهويته وحقوقه الدينية ستفشل.

وقالت الحركة في بيان صحفي تلقى “بحريني ليكس” نسخة منه “مرة أخرى أكدت العصابة الحاكمة في البحرين انفصالها عن الوطن والشعب بشكل كامل من خلال الإجراءات والمواقف التي شهدتها البلاد الشهر الماضي”.

وتابعت “مرة أخرى تلجأ هذه العصابة لسياسات التشويش تارة والتذاكي تارة اخرى والتضليل ثالثة، ضمن سياساتها المضطربة التي تحتوي التناقضات بالإضافة لطبيعتها الإجرامية”.

وفيما تتواصل فعاليات الثورة الشعبية المستمرة منذ أكثر من أحد عشر عاما، يستمر معها القمع أيضا بأشكاله المتنوعة.

وفي المحصلة تتضح حقائق عديدة: أولها توسع الهوة بين البحرانيين والخليفيين باضطراد، حتى استع الفتق على الراقع، وأصبحت أساليب التضليل والاحتواء غير فاعلة.

ثانيها: ان الوعي الشعبي الذي صاغته المعاناة وساهمت في تعميقه دماء الشهداء التي لم تتوقف، أصبح عاملا في تأطير العلاقة بين الطرفين بشكل لم يكن الخليفيون يتوقعونه.

ثالثها: إن الإجراءات التي أقدمت عليها العصابة الحكومة ومنها تشكيل حكومتها الجديدة ومشروع الاحكام البديلة والسجون المفتوحة، لم تغير قناعات الشعب بضرورة التغيير الجذري للنظام السياسي بل أكدت ذلك بشكل أقوى.

وأكدت حركة الأحرار أن الشعب البحريني وصل إلى قناعة بأن من يشارك الخليفيين في حكمهم وإدارتهم يصبح شريكا في جرائمهم، خصوصا إذا كان وزيرا في حكومتهم.

فرئيس تلك الحكومة وأعضاؤها مسؤولون عن السياسات والإجراءات التي يفرضونها على الشعب ومن بينها سياسات الأمن والتطبيع والتجنيس السياسي والإبادة التي تستهدف الغالبية الساحقة من السكان الأصليين (شيعة وسنة).

كما أنهم مسؤولون عن إصرار حكومتهم على إبقاء الرموز وأكثر من 1200 سجين سياسي وراء القضبان في السجون.

وثمة تطورات حدثت الشهر الماضي تضاف لما سبق من بينها ما يلي:

أولا: استمرت الاعتقالات التعسفية والاستدعاءات والأحكام الجائرة بحق العديد من البحرانيين الأصليين، وذلك استمرارا لسياسات القمع التي ينتهجها الطاغية وعصابته وتنفذها حكومته المجرمة.

وكان من بين الذين اعتقلوا الشاب حسن أحمد من منطقة البلاد القديم والسيدة فضيلة عبد الرسول .

كما استدعي العشرات من المواطنين للتحقيق في إثر ممارستهم حقهم الطبيعي في الاحتجاج والتعبير عن الرأي.

وكان في طليعة هؤلاء البطل عبد المجيد عبد الله (الحاج صمود) والاستاذ علي مهنا والحاج منير مشيمع. وتكرر استدعاء بعض هؤلاء مرارا، وبلغ عدد استدعاءات بعضهم خمسة استدعاءات في الشهر.

وصدرت أحكام جائرة بسجن أبناء الوطن من قبل المحاكم الخليفية الجائرة بسبب مشاركاتهم في الاعتصامات والوقفات المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين.

كما أمر ديوان الطاغية بسجن عدد المواطنين ثلاث سنوات وكان نهم حيدر علي ناصر ومحمد الأسود وعبد الامير عبد الكريم والسيد حسين معتوق.

وأقرت محكمة خليفية احكاما جائرة بسجن أطفال من منطقة سماهيج: حسن مبارك، 3 سنوات، جاسم محمد، 10 سنوات وسلمان علي سلمان، 10 سنوات.

وبالإضافة لهذه الجرائم، رفض الخليفيون تقديم عناية صحية ملائمة لعدد من المعتقلين السياسيين الذين أصيبوا بمارض السل الرئوي.

وكان من هؤلاء أحمد جابر الذي اهتزت ضمائر الكثيرين لمشهده ورأسه مدعوم بقضبان حديدية مرعبة بسبب إصابته الحادة.

ثانيا: حظي اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب (26 يونيو) باهتمام شعبي واسع. فقلوب الأمهات تنطق بالحزن والألم بعد سنوات من اعتقال ابنائها، والزوجات اللاتي ظلمن من العيش الكريم مع أزواجهم، والأطفال الذين حرموا حنان الأبوة المعتقلة.

كان ذلك اليوم تجديدا لأحزان الكثيرين، خصوصا الذين شاهدوا بأعينهم آثار التعذيب الوحشي على أجساد ابنائهم خصوصا الذين قضوا فترات حكمهم وخرجوا من السجن بعد ان فقدوا بعض اعضائهم.

فما أكثر الذين فقدوا عينا واحدة على الأقل نتيجة الاستخدام المفرط للطلقات المطاطية وقنينات الغازات الكيماوية والمسيلة للدموع.

وما أكثر الذين أصيبوا بعاهات دائمة، أو الذين اصيبوا بأمراض قاتلة كالسرطان. وما أكثر العائلات التي تمزقت بسبب طول الفراق، فانفصلت الزوجات عن أزواجهن، وأصبح بعض الاطفال يتيما نتيجة فقدان الأب تارة بالتعذيب حتى الموت، وأخرى بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وقتلهم.

وثالثة بالإعدامات الجائرة، ورابعة بالأمراض القاتلة الناجمة عن سوء الاوضاع الصحية في طوامير التعذيب الخليفية.

كانت المناسبة فرصة لتعبير الضحايا (المعتقين وعائلاتهم) عن آلامهم، وقد خرجت الاحتجاجات في الشوارع للتعبير عن التضامن مع ضحايا التعذيب، وكتبت الشعارات على الحيطان، واكتظت وسائل التواصل الاجتماعي بالكتابات الداعية لانهاء الحقبة الخليفية السوداء التي أحالت نهار الشعب ليلا حالكا.

ولم ينس المبعدون واللاجئون السياسيون معاناة إخوانهم في السجون الخليفية. فنظمت الاحتجاجات وكتبت المقالات، وعقدت الندوات، كل ذلك من أجل إبقاء قضية السجناء والتعذيب مستمرة لعل في ذلك ما يحرك ضمائر العالم فتتصدى لذلك بشجاعة وإنسانية.

وأصدرت منظمات عديدة من بينهم “ريبريف” والعدل الدولية وهيومن رايتس ووج وفرونت لاين ديفندرز بيانات تندد بالخليفيين وتطالب بالإفراج الفوري غير المشروع عن السجناء السياسيين.

لقد كان ذلك اليوم مهرجانا ثوريا كشفت فيه جرائم العصابة الحاكمة في البحرين، وتم أيصال الرسالة الى المجتمع الدولي لعله يقوم بشيء من مسؤولياته تجاه المظلومين خصوصا ضحايا التعذيب الممنهج في البحرين.

ثالثا: تصاعد الشهر الماضي جريمة الاضطهاد الديني التي يقوم بها الطاغية وعصابته. هذه المرة صبوا غضبهم الناجم عن فشلهم في العلاقات الخارجية على المواطنين المستضعفين.

فتم التصدي لأي بحراني ينوي التوجه لزيارة  الأماكن المقدسة خصوصا في العراق وسوريا وإيران. فنظرا للعلاقات المتوترة بين الخليفيين وهذه الدول خصوصا بعد خيانتهم قضية فلسطين واقتحامهم دائرة الخيانة من اوسع ابوابها، فقد حاولوا إجبار المواطنين على التوقف عن زيارة العتبات المقدسة خصوصا في إيران.

والمعروف ان البحرانيين يكنون الولاء لآل بيت رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، ويرفضون المساومة على ذلك.

والمعروف ايضا ان الخليفيين يحقدون كثيرا على الشعب وهويته وثقافته وانتمائه المذهبي، ولذلك تضاعفت اسباب الآزمة بمرور الوقت.

ونظرا لعدم توفر الرحلات الجوية بين البحرين وإيران، فقد اضطروا للقيام بذلك عبر البلدان الخليجية الاخرى مثل سلطنة عمان والامارات وقطر والكويت التي لم تقطع علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية.

وفي الشهر الماضي سعى الخليفيون، بعد ان مكّنوا الصهاينة من الملفات الامنية والسياسية في البلاد، لفرض منع عملي على المواطنين لكي لا يتوجهوا لزيارة الامام علي بن موسى الرضا المدفون في مدينة مشهد الإيرانية.

فكل من توجه الى الدول الخليجية المذكورة وكان عازما على التوجه إلى إيران تعرض للمنع من السفر وأجبر على العودة الى البحرين.

وقد حرم العشرات من البحرانيين من ممارسة شعائرهم الدينية بهذه الطريقة، بالاضافة للخسائر المادية الناجمة عن إعادتهم من منتصف الطريق.

إنه اضطهاد ديني بامتياز، حيث يصر الخليفيون على  التدخل في خصوصيات المواطنين الدينية واستخدام أدوات الدولة للتصدي لهم اذا أصروا على ذلك الحق.

رابعا: استمر المواطنون في تفاعلهم مع جريمة التطبيع التي قام بها الخليفيون، وتحدوا بذلك مشاعر الشعب البحراني والأمتين العربية والإسلامية، وداسوا على قضية فلسطين وشعبها، وتحالفوا مع محتلي أرض الأقصى.

وقد استمرت الاحتجاجات والتظاهرات المنددة بتلك الجريمة التي اعتبروها خيانة، وقرر الكثيرون منهم انها الفصل الأخير في ملف الطلاق الكامل بين الطرفين.

فلا تعايش مع الخونة والعملاء والمتآمرين ضد الشعب وحقوقه، والمتحالفين مع اعداء الأمة بهدف استقدام خبراتهم الامنية والعسكرية في قمع الشعب الفلسطيني، للاستفادة منها ضد الشعب البحراني الداعم لتلك القضية.

يضاف إلى ذلك أن التوترات الاقليمية في تصاعد نتيجة هذا التصدع في الجبهتين العربية والإسلامية نتيجة فرض التطبيع على الأمة بدون رضاها. وتوقف المواطنون عند الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الامريكي للمنطقة وسعيه لفرض المزيد من خطوات التطبيع مع العدو الاسرائيلي.

وقد ندد الكثيرون بهذه الزيارة خصوصا بعد تصاعد احتمالات اللقاء بين الرئيس الامريكي وولي العهد السعودي المتهم بالضلوع في جريمة قتل الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي.

ويتوقع حدوث المزيد من التوتر في المنطقة والاحتجاجات والتظاهرات حين تبدأ الزيارة في منتصف هذا الشهر (يوليو)، اذ يعتزم بايدن زيارة كل من الرياض وتل أبيب ضمن المشروع الهادف لتصفية القضية  الفلسطينية.

 

Exit mobile version