يعتمد النظام الخليفي الحاكم في البحرين على منح المناصب الكبرى في الدولة بناء على اعتبار الولاء أولا وقبل كل شيء.
وأبرز الكاتب البحريني أحمد العنيسي أن البحرين تتميز في حصرية المناصب على بعض العوائل، إذ لوحظ أغلبية مناصب أعضاء الشورى والوكلاء والسفراء ورؤساء الشركات لعائلات معينة.
وقال العنيسي إن الحياة متغيرة، وكل الحكومات تَتغير بِتغيّر موجات الحياة، وعلمها، فالعائلات المتقدمة علميًا في العشرينيات من القرن الماضي، قد لا يصلح علمها، لهذا القرن المتدفق بالمعلومات السريعة، وعصر التفجر العلمي، والتفكير الاستراتيجي، لا سيما في مجالات علوم الحياة كعلوم الفيزياء والكيمياء والطب والهندسة الوراثية وعلوم الأرض والبيئة وغيرها.
وأضاف أن حتى الذين يمتلكون العلم في المجالات الحديثة، إن لم يكن لهم القدرة في تطبيقات الحاسوب، والذكاء الاصطناعي، يعتبرون غير مواكبين للعلوم الحديثة.
وتابع “لهذا، لا أعلم هل التمسك بهؤلاء الأشخاص لعلمهم الحديث أم لاعتبارات ولائية، كما قال أحد الوزراء، أن المنصب يُعطى للولاء أولا ومن ثم النظر في مؤهلات الفرد ثانيًا”.
وبحسب العنيسي يُعتقد أنه صائب فيما قال لأنه مذ خُلقنا في هذه الحياة، لم نجد إلا هؤلاء الأشخاص في المناصب.
وقال “لا حسدًا ولا توقاً لهذه المناصب، وانما يشعر الشعب البحريني بالغبن تجاه من يستحقون وهم في القائمة الخلفية بسبب أسماء عوائلهم غير المؤهلة للمناصب”.
وأشار إلى أنه بعد تولي سلمان بن حمد آل خليفة رئاسة مجلس الوزراء “استبشرنا خيرًا بأن هذه الوجوه الملاصقة بالمناصب ستتغير، كونه ينظر للشباب المتعلم والمتحمس نظرة ثاقبة، ويختارهم بعناية بلا ألقاب لعوائل معينة وبلا مناطقية”.
وقال “لا نقول ذلك عبثًا، اذ نرصد توجهات ولي العهد في توجيه زيادة عدد المنح ببرنامج ولي العهد والمستفيدين منها بعيدًا عن أسماء العوائل، وإنما هي خليط من جميع عوائل وطوائف البحرين، فضلًا عن المرشحين من قبله في مناصب الإدارات في السنوات القليلة الماضية”.
وأضاف “الهدف هو تغيير الوجوه والعوائل لمواكبة متطلبات التفجر العلمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات الحوسبة السحابية، وبإعطاء كل ذي حق حقه وفق مقولة لكل مجتهد نصيب، وكذلك من أجل تطور بلادنا في جميع المجالات”.