تجاهل أمير قطر إجراء اتصال هاتفي مع ملك البحرين وقادة الإمارات للتهنئة بعيد الأضحى المبارك، على غرار ما فعل مع القادة الآخرين لدول الخليج العربي.
فقد أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء الأحد، اتصالات هاتفية بالعاهل السعودي وولي عهده، وأمير الكويت وولي عهده، وسلطان عُمان، للتهنئة بعيد الأضحى.
وخلت قائمة الاتصالات من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وهو ما يعكس حالة الجمود التي تسيطر على العلاقات بين قطر والبحرين وبدرجة أقل بين قطر والإمارات، منذ انعقاد قمة العلا في يناير الماضي.
بينما تطورات عدة طرأت على العلاقات بين الدوحة من جانب والرياض والقاهرة من جانب آخر.
وأفادت وكالتا الأنباء السعودية الرسمية (واس)، والقطرية “قنا”، بأن أمير قطر هنأ، في اتصال هاتفي، الملك سلمان بن عبدالعزيز بقرب حلول عيد الأضحى.
وأضافتا: “بادل العاهل السعودي أمير قطر التهنئة بهذه المناسبة، سائلاً الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة المباركة على البلدين والشعبين الشقيقين والأمة الإسلامية بالخير والنماء”.
كما أجرى أمير قطر اتصالاً هاتفياً مماثلاً بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هنأه فيه بقرب حلول عيد الأضحى.
بدورها ذكرت الوكالة القطرية أن الأمير تميم تبادل التهاني مع أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، وذلك في اتصالين هاتفيين أجراهما.
وضمن الاتصالات الهاتفية، قالت وكالة الأنباء العُمانية، إن السلطان هيثم بن طارق تبادل التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك خلال اتصالات هاتفية أمس، مع أمير دولة قطر.
وظهر الاثنين، قالت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن أمير قطر تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث “تبادلا التهاني بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك”.
وباستثناء البحرين أعادت السعودية ومصر والإمارات روابط التجارة والسفر مع قطر.
بعد قمة العلا التي اتفقت فيها هذه البلدان على المصالحة مع الدوحة بعد مقاطعة استمرت أربع سنوات تقريبا.
وتحركت الرياض والقاهرة لإعادة بناء العلاقات مع الدوحة بخطى أسرع من الإمارات في محادثات ثنائية منذ الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة.
لكن خطى البحرين مع قطر تباطأت كثيرا إلى درجة عدم عقد الدولتين أي اجتماعات ثنائية من بعد الاتفاق.
وهو ما أكده تقرير أخباري أمريكي نشر هذا الأسبوع. حيث أشار إلى أن ما وصفها بعراقيل تواجه إعادة العلاقات الثنائية بين البحرين وقطر، رغم مرور أكثر من 6 أشهر على اتفاق المصالحة الخليجية.
في آخر تصريحات حول جمود العلاقات بين المنامة والدوحة، قال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني إن قطر: “لم تستجب” لدعوتين وجهتهما المملكة إلى الدوحة من أجل عقد اجتماعات ثنائية لبحث أسباب الأزمة بين البلدين بعد المصالحة الخليجية”.
وأوضح الزياني، خلال لقاء مع عدد من كتاب الأعمدة والرأي، في 11 تموز/ يوليو الجاري، أن “وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تشكل ركيزة أخرى من ركائز تحقيق غاية السلام في المنطقة”.
وبحسب معلومات من مصادر مطلعة بحرينية، فإن المنامة قد توجه دعوة ثالثة لقطر لبحث النقاط العالقة، وأن الخطوة التالية حال عدم استجابة قطر، ستكون بإحالة الأمر إلى مجلس التعاون الخليجي.
وقال المحلل السياسي البحريني سعد راشد، إن البحرين أرسلت أكثر من دعوة للجانب القطري، بأهمية الجلوس وحل الملفات على مستويات أعلى، تطبيقا لاتفاقية العلا.
وأضاف أن البحرين عازمة على رفع الأمر لمجلس التعاون لوزراء الخارجية، حال تمسك قطر بعدم الجلوس وبحث الملفات العالقة.
ويرى أن الحلول الدبلوماسية للأزمة الراهنة ستكون من خلال مجلس التعاون.
واتفق الخبير مع المعلومات التي حصل عليها “بحريني ليكس”، مرجحا أن البحرين ستوجه دعوة ثالثة لقطر، وحال عدم استجابتها، سترفع الأمر للأمانة العامة لمجلس التعاون لبحث الأمر خلال اجتماع وزراء الخارجية.
من ناحيته قال الأكاديمي والمحلل الاستراتيجي علي الهيل، إن “قطر لا تلتفت لجمود العلاقة مع البحرين، خاصة أن علاقات الدوحة بالرياض باتت قامة، وهو الأهم بالنسبة لقطر على كافة المستويات”.
وأضاف أن “البحرين ليست مؤهلة للحوار، خاصة أن الدعوتين اللتين وجهتهما البحرين إلى قطر غير لائقة من الناحية الدبلوماسية، بشأن طلب إرسال وفد للنقاش حول النقاط العالقة”.
بحسب الهيل فإن الجمود الحاصل ترتب على طلب إرسال وفد من قطر للبحرين، وهو ما يراه الجانب القطري غير مناسب بهذه الآلية.
وأشار إلى أن حديث الإعلام البحريني عن أحقية المنامة في مدينة الزبارة فاقم الأزمة، خاصة أن المدينة بت فيها من قبل محكمة العدل الدولية، التي ثبتت أحقية قطر على المدينة.
ويرى أنه لا يوجد أي تأثيرات في الوقت الراهن على مستوى العلاقات الخليجية، في ظل تميز العلاقة بين السعودية وقطر، وأن البحرين تظل واجهة للإمارات.
واستطرد أنه رغم جمود العلاقة مع الإمارات إلا أن وفدا دبلوماسيا ناقش كافة الملفات في الكويت، كما جرى التباحث أيضا بين قطر ومصر وتوجت الخطوة بافتتاح السفارات في البلدين.