كشفت مصادر حقوقية أن السلطات البحرينية فرضت عقوبات على أطفال معتقلين في سجن الحوض الجاف سيء السمعة بسبب إضرابهم عن الطعام.
وذكرت المصادر ل”بحريني ليكس”، أن إدارة سجن الحوض اقتحمت الزنازين الخاصة بالأطفال المعتقلين وصادرت كتبهم الدينية وجميع مقتنياتهم بعد إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على عدم تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة إثر انتشار مرض الجرب بينهم من جديد.
وبحسب المصادر فإن السجناء الأطفال بقوا على بدلتين فقط لكل سجين، مع تهديد من إدارة السجن بمزيد من التضييق بحقهم عقاباً لهم على استمرارهم في الإضراب المفتوح عن الطعام.
ويطالب السجناء الأطفال بتمديد وقت التشمس وفتح الزنازين المغلقة لمدة 23 ساعة في اليوم وهي ما تسببت في انتشار أمراض جلدية من بينها الجرب.
في هذه الأثناء حذرن الناشطة الحقوقية زينب الخواجة من تدهور وضع والدها سجين الرأي والمدافع البارز عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة الذي يخوض حاليًا إضرابًا عن الطعام في السجن في البحرين.
وقالت الخواجا إن “مستوى السكر لدى والدها انخفض إلى 3.4، وقد حاولوا تغذيته بالمصل لكنه رفض ذلك”.
وأضافت أن “والدي قوي لكننا قلقون بشأن صحته، ونطالب الحكومة البحرينية بمعالجة هذه القضية فورًا”.
وكانت الخواجا توجهت إلى متابعيها يوم أمس عبر تويتر بدعوتهم إلى التحرك من أجله بالقول إن “والدي كرس حياته للنضال من أجل العدالة والديمقراطية وحرية التعبير والمساءلة”.
وأضافت ” إذا كنتم تؤمنون بهذه القيم، من فضلكم قوموا بما تستطيعون القيام به. شاركوا هذا الموضوع واتصلوا بممثليكم في حال استطعتم ذلك”.
وخاطبتهم بالقول إن “هذه الأنظمة تراهن دائمًا على الأشخاص الذين يتعبون وينسون السجناء لمدد طويلة، فلنظهر لهم أننا لا نتعب ولا ننسى”.
وأكدت أن والدها عبد الهادي الخواجة يمضي حاليًا عامه العاشر في سجون النظام” وأنه “بدأ لتوه إضرابًا عن الطعام بسبب المضايقات الطويلة والمستمرة من قبل سلطات السجن”.
وتحدثت الخواجا عن ظروف السجن السيئة، فقالت إنه “مضى ما يقرب من عامين حتى الآن على حرمان والدي من أي حقوق زيارة، وقد سُمِح له بإجراء مكالمات منتظمة ومكالمات فيديو مع العائلة، فهذه هي وسيلة التواصل الوحيدة معنا، لكنها لم تكن أبدًا ثابتة، بل تخضع لمزاج السلطات”.
ونقلت عن والدها في مكالمة مؤخرًا قوله “إنهم يقدمون لنا المكالمات كخدمة؛ وعلى مدى أشهر، كنت أطلب أن تُمنح المكالمات كحق وليس كخدمة” لافتة إلى أن “أحد مسؤولي السجن قاطعه وطالبه بعدم “التحدث بالسياسة”، وقالت إن والدها “احتج بأن الحديث عن أوضاع السجن ليس “سياسة””.
وقالت إنه “كان من المفترض أن يجري اتصالًا بوالدته اليوم، لكنه كان يخشى أن يعلقوا مكالماته كعقوبة. تم تأجيل المكالمة بالفعل. نعلم من خلال عائلة سجين آخر أنه بدأ إضرابًا عن الطعام، وليس لدينا وسيلة للوصول إليه لمعرفة المزيد من التفاصيل”.
وأكدت الخواجا أن “هذا ليس الإضراب الأول عن الطعام الذي يخوضه والدها، ودام إضرابه الأطول لمدة 110 أيام، كان يتم خلالها إطعامه قسرًا (وهذا يُعتَبَر بحد ذاته من صنوف التعذيب)”.
ولفتت إلى أنه “بعد إضرابه الأخير عن الطعام، قيل لنا إن جسده ضعيف للغاية، وأن الإضراب عن الطعام سيكون خطراً على حياته”.
وأكدت أنه على الرغم من “وجود مطالب دولية مستمرة للإفراج عنه والحصول على إعادة التأهيل” ومطالبة “فريق الأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي بالإفراج عنه، ومن أن اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وثقت تعذيبه، لا يزال والدي في زنزانة في السجن بعد عشر سنوات”.
وأشارت الخواجا إلى أن والدها ” ليس سجين الرأي البحريني الوحيد المضرب عن الطعام، فعبد الجليل السنكيس كان أيضًا كذلك وطالب بإعادة كتاباته إليه، وحياته الآن في خطر”.
وشددت على أنه “لا ينبغي أن يضطر سجناء الرأي إلى تجويع أنفسهم حتى يتمكنوا من إجراء مكالمات مع عائلاتهم، أو الحصول على أبسط حقوقهم. لقد تعرضوا بالفعل لما يكفي من الظلم، وهذا انتهاك إضافي لحقوقهم”.