فُجعت أسرة بحرينية في بلدة المصلى على المشارف الغربية للعاصمة المنامة بفقدان نجلها بعد فترة قصيرة على خروجه من سجون النظام البحريني عقب اعتقال تعسفي دام 9 سنوات.
ولم يتسن لأسرة ومحبي السجين المحرر عماد العريبي أن يهنأوا بتنسمه عبير الحرية في مارس 2020، حتى رحل عنهم وترك في قلوبهم غصة وجرحا لن يندمل.
وخلال فترة سجنه، امتنعت السلطات البحرينية عن الإفراج المؤقت عنه من أجل الحضور والمشاركة في مراسم تشييع وعزاء والدته، والتي كانت تعد الأيام على أحر من الجمر لمعانقة نجلها خارج أسوار سجن جو.
واستذكر نشطاء ومقربون من ذوي الراحل العريبي مآثره ومناقبه، مشددين على أن ملف السجناء السياسيين لدى النظام البحريني سيظل يشكل غصة في القلب.
بلدة #المصلى |
إنا لله وإنا إليه راجعون
بعد ثمان سنوات وعذابات السجن وآلم الفراق ، وبعد أن فارقت الدنيا أمه وهي تشتاق لليقائة انتقل إلى جوار ربه المعتقل السابق #عماد_العريبي #معتقلين_بلدة_المصلى pic.twitter.com/zRhvLpuUlE— شبكة بلدة المصلى (@almusalla1) August 3, 2021
لم يتسنى لعائلته وأحبابه أن يهنؤا بحريته، حتى التحق المفرج عنه #عماد_العريبي إلى رحمة الله ورضوانه..بعد 9 أعوام قضاها في السجن.
سيظل ملف السجناء غصة في القلب
ربط الله على قلوب محبيه.. وعظم الله لهم الأجر#أطلقوا_سجناء_البحرين pic.twitter.com/hZZllT8i6e— د. ريما شعلان (@reemashallan) August 3, 2021
وتلاحق الأمراض الغامضة والمعدية والجلطات الحادة الكثير من السجناء السياسيين، بعد تعرضهم لوابل من التعذيب الشديد قبل الإفراج عنهم من سجون النظام البحريني.
ومع إطلاق السلطات البحرينية سراح سجناء سياسيين بارزين وسط تفشي فيروس كورونا في السجون، تسلط الإصابات التي يتعرضون لها والتي تصل إلى حد تهتك بالأعضاء الداخلية، الضوء على قصصهم المروعة.
ولأسابيع طويلة، قامت قوات الأمن بتعذيب بعض السجناء المفرج عنهم بالضرب والتعليق والصعق الكهربائي وإجبارهم على الوقوف لفترات طويلة.
إضافة إلى منعهم من التواصل مع عائلتهم ومحاميه ويظلون تحت الإخفاء القسري لأسابيع قضى معظمها في الحبس الانفرادي.
مضاعفات جانبية
لا يزال هؤلاء يعانون نتيجة التعذيب من آلام ومضاعفات جانبية، بالإضافة لذلك يشتكون من أمراض أخرى تتطلب الرعاية الطبية المستمرة والدائمة.
ومنذ اعتقالهم تعرض بعض السجناء لانتكاسات في صحتهم طلبت نقلهم للمستشفى عدة مرات.
وقد وجهت لهم الحكومة اتهامات بينها التجمهر والتحريض على كراهية النظام، والتحريض على العنف، بعد انخراطهم في احتجاجات 2011.
ودان علماء البحرين استهتار السلطات بأرواح المواطنين وخاصة سجناء الرأي منهم القابعين في السجون في ظروف صحية صعبة.
وحمل علماء البحرين في بيان صحفي، السلطات مسؤولية العواقب الناجمة عن سوء المعاملة والحرمان من العلاج داخل السجون.
وجاء في البيان أن “الإهمال الصحي الذي تواترت الشهادات المعتبرة عليه من داخل سجون الجو في ظل وباء كورونا ليحمل السلطة والنظام بأعلى المستويات المسؤولية الكاملة والمحاسبة الشديدة شرعا وقانونا وشعبيا ولا يجوز السكوت عليها بتاتا”.
والشهر الماضي، طالبت منظمتان حقوقيتان الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية بالتدخل لدى حكومة المنامة للتوقف عن احتجاز المعارضين السياسيين كرهائن.
جاءت هذه المطالبات في أعقاب وفاة السجين السياسي حسين بركات في مستشفى السلمانية بعد إصابته بفيروس كورونا في سجن جو سيئ السمعة في البحرين.
ارتباط بالسياسة الخارجية
وقال المدير التنفيذي لمنظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين حسين عبد الله:
“يجب على إدارة بايدن والحكومة البريطانية بعد هذه الوفاة المأساوية أن تقول لحلفائها البحرينيين إن احتجاز المعارضين السياسيين كرهائن أمر مرفوض بعد الآن”.
وأضاف: “يجب الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدانين بسبب معارضتهم السلمية للحكومة”.
ويصعد ساسة في واشنطن ولندن من لهجتهم تجاه الحليف الخليجي.
ودعوا البلدين إلى وقف بيع السلاح للمنامة، ونقل مقر الأسطول الأمريكي الخامس نحو دولة أخرى، بسبب الانتهاكات المسجلة لحقوق الإنسان.
ويرتبط القمع في البحرين ارتباطًا وثيقًا بالسياسة الخارجية. واعتمدت البحرين دائمًا على القوى الأجنبية للحماية، سواء كانت بريطانيا أو السعودية أو الولايات المتحدة.