دعت اللجنة المنسقة لفعاليات “الحق يؤخذ” إلى استمرار الحراك الشعبي في البحرين حتى الإفراج عن آخر أسير.
وهنئت اللجنة في بيان تلقت “بحريني ليكس” نسخة منه، الأسرى المحررين من سجون النظام الخليفي وعوائلهم، مهنئة الشعب على هذا الإنجاز والانتصار الكبير “الذي تحقق بفضل الدماء الطاهرة لشهيد الفتح ولجهودكم المخلصة”.
وقالت اللجنة إن “هذا يثبت أن الحراك الجماهيري، والإرادة القوية مع الأمل يمكن أن يحققوا الكثير، وأنكم قادرون على تحقيق المزيد”.
وأضافت “اعتصامنا لا زال مستمر، ونؤكد على ضرورة استمرار الحراك بزخم أكبر حتى الإفراج عن آخر أسير لاسيّما الأستاذ حسن مشيمع والدكتور السنكيس وجميع المرضى، ويمكن أن نقول بأننا بتنا على بعد خطوة واحدة من الإفراج الشامل عن جميع الأسرى”.
وتابعت “نحن اليوم في مرحلة مختلفة جداً وعلى الجميع أن يعيَ هذا الأمر – جماهيراً ونخباً ومعارضة – ويدرك ما يلزم ذلك من مسؤولية”.
وأصدرت البحرين مرسوما ملكيا بالعفو عن 1584 سجينا، بعضهم كان يقضي أحكاما بالسجن مدى الحياة وسُجن آخرون بتهم تتعلق باحتجاجات وقعت في 2011.
كما أصدرت البحرين عفوا مشروطا عن بعض السجناء بموجب قانون العقوبات البديلة لعام 2017، والذي يُسمح بموجبه للسجناء الذين قضوا نصف المدة على الأقل بإكمال فترة العقوبة خارج السجن من خلال تدابير تشمل خدمة المجتمع والخضوع لدورات إعادة تأهيل ومراقبة إلكترونية.
وقال مركز الاتصال الوطني الحكومي في بيان إن عددا كبيرا من المفرج عنهم أدينوا في الأصل بجرائم عنف أو جرائم تتعلق بالإخلال بالنظام العام، مشيرا إلى إعفائهم من دفع الكفالة والرسوم ذات الصلة.
فيما قال متحدث باسم الحكومة لرويترز إن نحو 65 بالمئة من المفرج عنهم كانوا مدانين بتهم تتعلق بأعمال شغب.
وأبرزت وكالة “رويترز” للأنباء فرض البحرين إجراءات على المعارضة منذ إحباط احتجاجات قوية نظمها معارضون أغلبهم من الشيعة ضد الحكومة في 2011. وأرسلت السعودية قوات للمساعدة في السيطرة على تلك الاضطرابات.
وزُج بآلاف المتظاهرين والصحفيين والناشطين، بعضهم في محاكمات جماعية، في السجون البحرينية منذ 2011.
وكانت البحرين البلد الوحيد بالخليج الذي واجه اضطرابات خطيرة خلال احتجاجات الربيع العربي التي اجتاحت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2011.
وأضاف مركز الاتصال الوطني أن نحو 6500 سجين في البحرين استفادوا من قانون العقوبات البديلة منذ إقراره في 2017.
من جهته قال ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إن فرحة عامرة عمت بلدات البحرين التي طالما اشتاقت إلى شبّانها الذين اعتقلوا ظلمًا وجورًا، هي فرحة وإن لم تكتمل.
وأبرز الائتلاف في بيان له أنه إذا لا يزال المئات من الأحبّة المعتقلين يقبعون في سجون الظلم الخليفيّ، لكنّها فرحة مشهودة، تكاد تكون فرحة العيد؛ فالعشرات من هؤلاء الأحبّة حطّموا القيود، ورفعوا إشارة النصر وسجدوا شكرًا على تراب الوطن، تخجل الورود التي أحاطت أعناقهم من محيّاهم الباسم.
وشدد على أن الفرحة الحقيقيّة الكبرى تكمن في أنّهم خرجوا من المعتقلات وهم منتصرون لا منهزمون، مهما حاول الطاغية حمد تشويه الحقائق، وأنّه صاحب الفضل في خروجهم من سجن هو من أمر بوضعهم به في الأساس.
وقال “إنهم خرجوا لأنّهم أصرّوا على حريّتهم، ورفضوا التنازل عن حقوقهم، تحرّروا لأنّ عوائلهم ما تخلّت عنهم يومًا ولم يتركهم الشعب يومًا”.
وتابع “نعم هي فرحة لأنّها تغيظ الطاغية، وتقضّ مضجعه، وتكشف زيف ادّعاءاته، فرحة لأنّها فتحت باب الأمل بعد عدّة انتصارات للمعتقلين في سجونهم ونجاحهم بتحقيق مطالبهم، فهذا النصر لهم”.
وختم البيان “خرجت الجموع الأبيّة من تيجان الوطن مرفوعة الرؤوس والهامات من سجون الظلام، وبقي المئات يواصلون درب النضال فيها، ومن خلفهم الشعب الذي لن يتوقّف عن المطالبة بحريّتهم حتى آخر أسير”.