واصل النظام الخليفي الغرق أكثر في وحل التطبيع مع إسرائيل وسط غضب شعبي بحريني ومطالب متصاعدة بإلغاء اتفاقيات التطبيع المشينة.
وقالت حركة أحرار البحرين الإسلامية إن المسار الخليفي ازداد صلافة في الفترة الاخيرة، بعد حادثة 7 اكتوبر التي أدت للحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة ويستهدف فيها المجموعات الفلسطينية.
وذكرت الحركة في بيان تلقى “بحريني ليكس، أنه نظرا لحجم الأزمة وتداعياتها الكارثية على الشعب الفلسطيني وسقوط الشهداء بالآلاف، رفض الشعب البحراني الاكتفاء بالتفرج او القبول بالموقف الرسمي الذي انحاز للجانب الإسرائيلي بشكل علني.
فقد أصدرت العائلة الخليفية بيانات على لسان وزارة خارجيتها تدعم إجراءات الاحتلال ضد أهالي غزة في إثر ما جرى يوم السبت السابع من اكتوبر.
فلم تكن ردة الفعل الإسرائيلية ملتزمة بالقانون الدولي، كما لم يكن حجمها وأسلوبها متناغما مع الحادثة المذكورة.
وبدا للعالم ان هناك قرارا اسرائيليا لإبادة أهل فلسطين بالقصف الجوي الهائل الذي حوّل قطاع غزة إلى ركام هائل يضم تحته رفات آلاف الضحايا الفلسطينيين ومن بينهم نساء وأطفال.
خرج الشعب البحراني في تظاهرات غاضبة ما تزال مستمرة في القرى والمدن. وهنا كان موقف العائلة الخليفية شرسا.
إذ بالإضافة لاستهداف التظاهرات بالغازات السامة والقمع الممنهج، عمدت لاعتقال عشرات المواطنين وأغلبهم من الشباب والأطفال.
وما تزال موجات الاعتقال متواصلة، ومعها التظاهرات والاحتجاجات. وليس متوقعا تراجع الاضطرابات لأمور ثلاثة: أولها حالة الغضب في أوساط المواطنين تجاه الخليفيين الذين ظهروا على حقيقتهم من حيث الولاء لأعداء الأمة من جهة ومن حيث القمع المفرط للمواطنين من جهة أخرى.
ثانيها: استمرار العدوان على غزة ومعه سقوط المئات من الضحايا يوميا، الأمر الذي أصبح مصدر غضب واسع في الشارع العربي، خصوصا بين المواطنين البحرانيين الذين ما فتئوا مرتبطين بقضية فلسطين وأهلها.
أما ثالثها: عمق المشاعر الشعبية المعارضة للطغمة الحاكمة، فقد كانت تظاهراتهم متواصلة قبل الحدث الفلسطيني، وكانت تلك التظاهرات تجوب الشوارع ليلا ونهارا تارة تطالب بالإفراج عن السجناء السياسيين، وتارة لتأكيد المطالب الشعبية التي قامت ثورة 14 فبراير من أجلها، وثالثة لتأكيد هوية البلاد والشعب المرتبطة بقضايا الامة والتمايز عن أعدائها.
وقالت الحركة إن هذه العوامل مجتمعة تضافرت في الأسابيع الأخيرة لتجعل قضية الوضع في البحرين من أسخن القضايا في العالم العربي، ولتوجه الأمور في هذا البلد الخليجي المبتلى باتجاه التصعيد خصوصا في هذا الظرف الذي تتجه الأمور فيه لغير صالح قوى الظلم المتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والسائرين في ركابه. فقد أصبح واضحا استحالة تحقيقه انتصارا مذكورا.
وأضافت “لن تكون إسرائيل بعد الحرب كما كانت قبلها من حيث القوة والحصانة. ولذلك سيشعر المراهنون على الكيان الصهيوني لحمايته بالضعف، وهذا ثمن الخيانة”.
لقد تمادى طاغية البحرين وعصابته عندما وضعوا بيضهم كله في السلة الصهيونية برغم تعارض ذلك مع الموقف الوطني الذي كان واضحا دائما.
فشعب البحرين يشعر أنه جزء من هذه الأمة وأن انتماءه لفلسطين وقضيتها خيار تاريخي لا تراجع عنه، وأن الاحتلال لن يكون مشروعا أبدا، طال الزمن أم قصر.
الخليفيون يرون في الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين مبررا لاحتلالهم البحرين. ولذلك اعتبروا أنفسهم في خندق واحد معه، وسيصرّون على هذه السياسة لعدم وجود بديل لها في نظرهم. فهم محتلون ايضا، وهناك مطالبات متواصلة من قبل البحرانيين باسترجاع سيادة بلدهم وإقامة نظام سياسي حر يختاره المواطنون ولا يُفرض عليهم بالقوة من أي طرف.
ولقد كان بإمكان الطاغية تغيير اتجاه النقاش السياسي لو هرع لشجب العدوان الإسرائيلي على غزة، واستدعى سفيره من تل أبيب وأعلن بشكل واضح طرد السفير الاسرائيلي من المنامة. وحيث لم يفعل ذلك فقد فاتته فرصة لإظهار وطنيته وعروبته، وأصبح لقمة سائغة لقوى التحرر في البحرين وخارجها.
كان بإمكانه أن يتصرف على غرار الدول الثلاث من أمريكا اللاتينية تشيلي وكولومبيا وبوليفيا، التي سحبت سفراءها من تل أبيب وقطعت علاقاتها معها بسبب عدوانها على غزة.
تلك البلدان أظهرت من الإنسانية ما لم يظهره حكام العرب وطغاة الخليج، وأثبتوا للعالم عشقهم للحرية وانتماءهم للنضال الفلسطيني وشجاعتهم في مقابل الصلف الأمريكي الداعم للاحتلال والمشجع على العدوان.
وهكذا أصبحت البحرين قضية معقدة تزيدها قضايا المنطقة تعقيدا. فالحرب بين أهل فلسطين ومحتليها لها انعكاسات على قضية البحرين، وكذلك نضال الشعوب العربية من أجل الحرية والحقوق لا ينفصل عن مطالب شعب البحرين.
وعليه فإن أية حلول للقضايا الأخرى ستكون لها انعكاساتها على الوضع البحراني. ولذلك يراهن الشعب على انتصار إرادة أهل غزة لأن ذلك سيكون سببا لرفع معنويات المناضلين أينما كانوا خصوصا في البحرين.
أما رجحان كفة العدو الإسرائيلي فستكون له انعكاسات سلبية وخيمة على روح النضال ومشاعر الحرية في الكثير من البلدان.
وتظهر الوقائع استحالة خروج إسرائيل من عدوانها على غزة بنتائج إيجابية تذكر، خصوصا مع استمرارها في انتهاك القانون الدولي السياسي والإنساني.
فالضغوط تمارس على إسرائيل من كل زاوية لوقف الحرب بعد أن وصلت إلى طريق مسدود وتحولت إلى عدوان عبثي تافه لن يحقق للصهاينة إلا المزيد من الخزي والعار.
الخليفيون صامتون إزاء الحرب، ولم يدعوا لوقفها، كما لم يظهروا موقفا داعما بشكل حقيقي للشعب الفلسطيني. فأصبح الخليفيون أحد عوامل التأزيم في المنطقة ومن العناصر التي تشجع الاحتلال والعدوان وتعارض قيام حكم القانون وإنهاء نزعات الاحتلال والتسلط والنهب.
هذه الحقائق ليست جديدة، ولكن تكررها في أجواء الحرب المستعرة وسخونة المشاعر الشعبية الداعمة للشعب الفلسطيني، يضفي عليها أهمية مختلفة، ويدفع المعنيين بقضايا السياسة لطرح مبادرات عاجلة لوقف الحرب وحماية المدنيين والتصدي للمعتدين والإصرار على إنشاء محاكم لمرتكبي جرائم حرب خلال العدوان.
وختمت حركة الأحرار بيانها “سيحاكم التاريخ والشعب الطغاة الخليفيين الذين اصطفوا مع العدو المحتل وتنكروا لقضايا الامة وشعب فلسطين”.