وجه سجناء رأي في البحرين مناشدة مؤثرة لإنقاذهم من خطر الموت في ظل تصاعد التعذيب بحقهم وتفشي فيروس كورونا المستجد.
وحث السجين السياسي سيد محمد الساري نداء باسم سجناء الرأي للمنظمات الحقوقية وأصحاب الضمائر الحية في العالم.
وفي تسجيل صوتي من سجنه قال الساري ” لسنا بخير، ولسنا في أياد أمينة” في إشارة لتصاعد حدة الانتهاكات في سجون البحرين.
وأوضح الساري أن فايروس كورونا انتقل الى مبنى 19 عنبر 2 وأصيب ما لا يقل عن 25 سجينا.
وأفاد بأن أحد سجناء الرأي نقل إلى المستشفى بعد أن ساءت حالته.
وعلق الساري على زيارة عدد من النواب الى السجن، معتبرا زيارتهم تهدف الى تلميع الانتهاكات والتستر عليها.
وفي معرض رده قال بأن النواب يدعون ان حقوقنا نحصل عليها كاملة، بينما حرمنا من الاتصال بأهالينا مدة شهر لأسباب نجهلها.
وأكد الساري أن حق الاتصال هو أبسط الحقوق لسجناء الرأي.
الى جانب ذلك أوضح الساري أنهم كذلك حرموا من الخروج للتشمس، الأمر الذي فاقم معاناتهم داخل السجن.
وتابع الساري كاشفا عن انتهاك آخر تسبب في انتشار الأمراض الجلدية والجرب في السجن.
وذكر أن الأوساخ ترمى في مبنى السجن وهي الى جانب كونها سبب مباشر لتلك الأمراض، فإنها تعذيب نفسي قاس جدا.
وختم الساري في رسالته القصيرة بإطلاقه نداء لكل من يستطيع مناصرتهم قائلا “أنقذونا”.
وواصل فيروس كورونا انتشاره في مباني سجون النظام البحريني مخلفا إصابات جديدة بين السجناء السياسيين، وسط حالة من الإهمال الطبي غير المسبوقة من قبل إدارات السجون.
وشهد سجن جو المركزي تسجيل أكثر من 25 إصابة بين سجناء مبنى 19، أحدهم ظهرت عليه أعراض خطيرة، وفقا لإفادت سجناء.
كما سجلت 8 إصابات جديدة لسجناء داخل سجن الحوض الجاف. وهو ما يكذب مزاعم وزير الداخلية راشد آل خليفة مؤخرا بعدم وجود أية حالات قائمة بالفيروس القاتل بين السجناء.
والأسبوع الماضي، كشفت مصادر حقوقية بحرينية عن وفاة شرطي جراء إصابته بفيروس كورونا، حيث يعمل في سجن جو المركزي، الذي يعج بآلاف المعتقلين السياسيين.
وأفاد الحقوقي البحريني سيد أحمد الوداعي أن الشرطي يدعى ياسر ومن أصل بلوشي.
وذكر في تغريدة على تويتر، أن الوفاة حدثت قبل أسبوعين بينما تكتمت وزارة الداخلية على الخبر ولم تقدم تعزية علنية لأسرته.
أوضاع قاتمة
وتعكس حادثة الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا خطورة أوضاع السجناء السياسيين والخطر الذي يتهددهم بسجون البحرين، خصوصا سجن جو.
وشهدت سجون البحرين في 23 مارس الماضي، أول إصابة لمعتقل رأي بفيروس كورونا، وسط حالة اكتظاظ شديدة تشهدها السجون.
وبلغ عدد حالات معتقلي الرأي المصابين بالفيروس نحو ( 100 سجين سياسي) حالة حتّى اليوم، أغلبهم في سجن جو المركزي.
بينما اكتفت وزارة الداخلية البحرينية بالإعلان عن إصابة 3 سجناء فقط بالوباء القاتل.
وجرى تشييد سجن جو بطاقة استيعابية تبلغ 1201 سجين، غير أن سلطات البحرين تكدس بداخله نحو 2700 نزيل.
مناشدات مؤثرة
وقد اندلعت احتجاجات حاشدة في الشوارع طالب خلالها أهالي المعتقلين السياسيين بالإفراج عن ذويهم في ظل الخطر الذي بات يتهددهم بشكل حقيقي.
ووجهت أمهات سجناء رأي في البحرين مناشدات مؤثرة من أجل الاطمئنان عليهم.
وذلك في ظل التفشي الخطير للجائحة داخل السجون وما يتعرضون له من قمع وتعذيب ممنهج.
وأطلقت أمهات السجناء مناشدات ونداء إنسانيا لإنقاذ أبنائهن من خطر جائحة كورونا في ظل حرمانهم من زيارتهم أو الاتصال بهم.
بالتزامن مع ذلك أرسل 12 عضوًا في البرلمان الأوروبي رسالة إلى ملك البحرين عربوا فيها عن قلقهم العميق بشأن إدارة الحكومة لتفشي كوڤيد-19 الحالي في السجون، ولا سيما سجن جو.
وجرى التوقيع على الرسالة من قبل أعضاء البرلمان الأوروبي من 5 أحزاب سياسية أوروبية مختلفة وعضو مستقل في البرلمان.
ظروف سيئة
وبحسب الرسالة التي اطلع “بحريني ليكس” عليها، فقد أعرب النواب عن قلقهم إزاء الظروف السيئة التي طال أمدها في سجن جو والمرافق الأخرى.
وانتقدت الافتقار إلى الشفافية فيما يتعلق بصحة السجناء، وسط تقارير مفصلة نشرتها منظمات حقوق الإنسان، توثق انتشار كوڤيد-19 في السجون وأثاره.
وحث الأعضاء الأوروبيون البحرين على تبني نهج عاجل للصحة العامة مستنير بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان بدلاً من نهج عقابي ضد السجناء الذين أدينوا بعد محاكمات جائرة أو من كانوا سجناء الرأي.