تسود حالة من الغضب الشديد بين مئات البحرينيين ممن تصادف وجودهم في إيران لحظة تفشي وباء كورونا هناك بشكل كبير.
إذ تحرمهم سلطات النظام الخليفي منذ شهور من العودة إلى بلدهم منذ تفشي الوباء.
ولا تقدم السلطات إجابات واضحة ومقنعة للمواطنين حول أسباب التأخير المتعمد في تسيير رحلات الإجلاء.
حرب طائفية
غير أن مراقبين يؤكدون أن هذه المماطلة تأتي ضمن حرب النظام الطائفية المتواصلة ضد الأغلبية الشيعية في البحرين.
ويقول المواطنون إن ذلك يعد انتهاكا جديدا ترتكبه السلطات بجانب العديد من الانتهاكات التي ارتكبتها منذ عام 2011.
وتشير تقديرات بوجود 2130 مواطنًا بحرينيًا عالقًا في إيران بعد تفشّي “كوفيد 19” في عددٍ من المدن هناك.
ويذهب العديد من البحرينيين إلى إيران عن طريق عمان أو دبي لزيارة الأماكن المقدسة مثل مشهد وقم حيث بدأ تفشي الفيروس في إيران.
وليس هناك رحلات طيران مباشرة بين البحرين وإيران حيث زادت حالات الوفاة بسبب الفيروس.
واتهمت جمعيّة الوفاق الوطنيّ المعارضة سلطات النظام بالامتناع عن إرجاع المواطنين البحرينيين العالقين في إيران إلى البلاد، وتخلّيها عن أبسط مسؤوليّاتها”.
وأوضحت أنّ كلّ دول العالم عملت على إجلاء وعودة رعاياها إلى بلدانهم، “إلا البحرين التي تتهرّب وتتحايل وتصمّ الآذان عن كلّ النداءات”.
وأضافت أن النظام البحريني “تخلّى عن الواجبات الإنسانيّة، وتجاهل ما يجري على المواطنين في أصعب الظروف المتعلّقة بوضعهم ورعايتهم الصحيّة، ويخالف الدستور الذي نصّ على «حقّ المواطن في الرعاية الصحيّة”.
وطالبت النظام بالإسراع في تحمّل المسؤوليّة، وتسهيل عودة العالقين.
كما شددت على ضرورة العمل على توفير البيئة الصحيّة عاليّة الجودة، وكلّ ظروف الفحص والمتابعة الطبيّة.
ودعت إلى “أخذ الدرس من بعض الدول التي تكرّم مواطنيها سواء في الفحص أو الحجر أو المتابعة الطبيّة”.
8 أرواح
وفي 24 فبراير 2020 أعلنت البحرين عن أول إصابة بفيروس كورونا في البلاد.
وفي اليوم التالي قررت منع مواطنيها من السفر إلى إيران، بعد انتشار الوباء بشكل مخيف هناك.
وفي 26 فبراير أعلنت السلطات عن تخصيص فندق في إيران لإيواء البحرينيين، لحين إعادتهم، دون أية إيضاحات أخرى عن خطة الإجلاء وأوقاتها.
وبتاريخ 4 مايو 2020، غادرت آخر رحلة إجلاء للعالقين من إيران إلى البحرين، ليظل المئات هناك ينتظرون رحلات إجلاء جديدة تماطل السلطات في تسييرها.
وبحسب مصادر، فقد تسببت طول أزمة العالقين البحرينيين في إيران، بحصد أرواح 8 بحرينيين بعيداً عن وطنهم.
وفي تقرير صدر حديثا أشارت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) إلى أنه طوال العام الماضي، واصلت البحرين بشكل ممنهج تقييد الحرية الدينية.
وأشار التقرير حول أوضاع الحرية الدينية في البحرين لعام 2020، إلى أن الحكومة اعتقلت الشخصيات الدينية الشيعية.
كما فرضت قيودًا على إحياء ذكرى عاشوراء وذكرى الأربعين وهي مناسبة مقدّسة لدى الطائفة الشيعية في كل عام، بما يتجاوز القيود المعقولة والقانونية لمنع انتشار فيروس كورونا.
واستمر أيضا بحرمان السجناء السياسيين في البحرين من الوصول إلى الكتب والمنشورات الدينية، وتمت مصادرتها.
وأوصى التقرير وزارة الخارجية الأمريكية بوضع البحرين على قائمة المراقبة الخاصة (SWL) لانتهاكاتها المستمرة والممنهجة للحريات الدينية.