أبرزت رابطة الصحافة البحرينية استمرار تعرض ناشطي الرأي في البحرين للاستهداف والانتقام السياسي الدائم.
وأشارت الرابطة في بيان صحفي، إلى اعتقال السلطات الأمنية في البحرين (الخميس الموافق 21 يوليو/تموز 2022) الأكاديمي والناقد البحريني والأستاذ في جامعة البحرين د. نادر كاظم.
وبحسب البيان لم يعلم أحد سوى دائرة ضيقة من أسرته وأصدقائه بخبر التوقيف على ذمة التحقيق، ومرت أيام عدة قبل أن تثار قضيته في وسائل التواصل الاجتماعي وبين أوساط الأكاديميين والنخب الثقافية.
بعد انتشار نبأ التوقيف واهتمام الرأي العام، خاصة مع صعوبة الوصول لمحتوى أي من حساباته الإلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي التي حذف محتواها كلها فجأة، تداولت وسائل الإعلام وثيقة صادرة عن جامعة البحرين مؤرخة بتاريخ 24 يوليو 2022، تفيد بإنهاء خدمات د. نادر كاظم في جامعة البحرين بذريعة “انتفاء حاجة القسم الأكاديمي له نتيجة عدم توفر النصاب الأكاديمي للتدريس”.
تزامن اعتقال كاظم مع إقالة رئيسة هيئة التراث والثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، التي تربطها علاقة وثيقة بكاظم. عمل كاظم طوال سنوات مضت في عشرات المشاريع الثقافية إلى جانب الشيخة مي في مركز الشيخ إبراهيم وهيئة الثقافة أيضاً.
بعد مضي أسبوع من التوقيف وتحت الضغوط من جانب وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني ونخب ثقافية وأكاديمية من خارج البحرين تم الإفراج عن الأكاديمي نادر كاظم بعد 7 أيام.
وفيما يفضّل كاظم التكتم على ما حصل له أو في الكشف عن أسباب اعتقاله، أكد مقربون من الحدث نبأ فصله من جامعة البحرين، وتحدثوا عن بعض ما دار في غرفة التحقيق معه حيث طالت إحدى جلسات التحقيق إلى ما يزيد عن 10 ساعات.
حققت السلطات مع د. نادر كاظم في كل كتبه وإصداراته التي أجازتها ورخصتها وزارة الإعلام سابقاً (منذ حوالي 20 عاماً).
وبتعبير مصدر حكومي موثوق فإن التحقيق كان يتناول مشروع نادر كاظم الثقافي وكتاباته المتخصصة في تاريخ البحرين ومفهوم الوطن والمواطنة حيث تعتقد السلطات أن مشروعه لا يتفق والرواية الرسمية للدولة ومشروعها ككل.
على مدى سنوات مضت واصل كاظم نتاجه الفكري والثقافي حول تاريخ البحرين وإشكالات المواطنة وتوحيد المجتمع خارج الانتماءات الطائفية، ولاقى مشروعه إشادات واسعة بين النخب في البحرين ودول الخليج والدول العربية بما يشمل شخصيات بارزة في الحكومة، من أبرزهم وزير الخارجية السابق ومستشار الملك حالياً، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وآخرون.
حرص كاظم خلال العشرية الماضية على أن لا يستفز مؤسسات الدولة بأي صورة من الصور على العكس تمامًا مما يروج له بعض الكارهين و المتصيدين له، كما وتمت ترجمة أحد كتبه “لا أحد ينام في المنامة” الذي لاقى إشادات من شخصيات حكومية إلى الإنجليزية من قبل هيئة الثقافة.
يمكن القول أن الجهة الحكومية التي حاولت استهداف كاظم لم تكن تملك أي شيء تدينه به، ولو كانت تملك دليلاً واحداً لقدمته إلى الرأي العام. المؤكد هو أن أحداً من هؤلاء لم يمتلك شيئاً يدينه به فاكتفي بفصله من عمله بحجة “انتفاء حاجة القسم الأكاديمي له”.
وأكدت الرابطة أن أخطر ما حصل لنادر كاظم هو في الرسالة التي تبعثها السلطات في البحرين لكل المواطنين، وهي أن زمن الوشاية لم ينته بعد، وأن المواطنين من الشيعة سيبقون على الدوام معرضين للشك في وطنيتهم وعرضة للاستهداف والانتقام السياسي مهما علا شأنهم أو كبرت مكانتهم لدى الناس أو الدولة. وهو ما يعيد بشكل مخيب للأمل سياسات كان الكثير من البحرينيين يتوقعون أنها ذهبت إلى غير رجعة.