اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت على الرئيس الأمريكي جو بايدن تشكيل تحالف عسكري يضم دول الخليج “لمواجهة” إيران وذلك أثناء زيارته الأخيرة إلى واشنطن.
وقالت قناة “كان” الإسرائيلية إن المشروع سيشمل الأردن ويهدف إلى توفير حماية شاملة ضد ما أسمته “التهديد الإيراني”، وسيشمل تركيب رادارات وأجهزة إنذار ضد أدوات إيران الهجومية.
وأضافت القناة أن بينيت اقترح في اجتماعاته مبادرة لإنشاء مشروع دفاع مشترك لإسرائيل ودول الخليج، إضافة إلى الأردن، يهدف إلى توفير حماية شاملة ضد “التهديد الإيراني”.
ولفتت القناة الانتباه إلى ان الأمريكيين قلقون للغاية من التطورات الإيرانية في مجال مهاجمة الطائرات بدون طيار.
ويأتي هذا الاقتراح من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعدما أعلنت إسرائيل والبحرين، الشهر الحالي، توقيع مذكرة تفاهم للتعاون فيما أطلق عليه “مكافحة إيران في حرب الأفكار”.
ويسمح اتفاق التطبيع الموقع بين إسرائيل والبحرين صيف العام الفائت، بمنح إسرائيل موطئ قدم لها في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر.
وهو ما أثار غضب إيران التي تنظر إلى إسرائيل على أنها دولة عدو تهدد مصالحها.
وقبل أيام، كشف النائب البحريني السابق جلال فيروز النقاب عن وجود مركز استخباراتي متقدم لكيان العدو الإسرائيلي.
وأوضح فيروز في تصريحات تابعها بحريني ليكس، أن المركز الاستخباراتي يتواجد في قاعدة الشيخ عيسى الجوية.
وأضاف أن الهدف منه هو ترتيب أعمال إرهابية داخل إيران ولضرب محور المقاومة المناهض للمشروع الإسرائيلي واتفاقات التطبيع.
وتعقيبا على ذلك، هاجم حزب إسلامي بحريني نظام حمد بن عيسى آل خليفة الحاكم في المنامة واتهمه بالاستمرار “في بيع أمنه وشراء وهم الاستقرار من أنظمة القمع والتجسُّس“.
وقال “تيار الوفاء الإسلامي” المعارض: “طالعتنا المصادر المختلفة عن تدشين النظام الخليفي لبرنامج تجسس وتنسيق أمني يجمعه مع الكيان الصهيوني، ومقره قاعدة عيسى الجوية، ويستهدف الجمهورية الإسلامية”.
ونبه الحزب السياسي إلى أن تلك الأنباء تأتي “في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تغيّرات جوهرية أهمها الهزيمة الأمريكية في افغانستان وانسداد أفق المشروع الأمريكي والغربي في أكثر من جبهة في المنطقة”.
وأشار إلى أن النظام البحريني يستمر “في بيع أمنه وشراء وهم الاستقرار من أنظمة القمع والتجسس، فمن قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وخليجية؛ إلى قاعدة استخباراتية صهيونية يُرجى منها التخطيط الشرير ضدَ دول جارة ومسلمة”.
وشدد على أن “الهرولة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني لم تلقَ ترحيبا شعبيا أو رسميا في الإقليم كحد أدنى”.
وأكد “أنّ الاستمرار في هذه العلاقات غير المشروعة يعتبر استعداء للشعب، ومصيره سيرتد حتما على النظام الحاكم وداعميه”.
كما أكد تيار الوفاء الإسلامي “أن من حق شعب البحرين التحرك ضد مصالح أعدائه على أراضيه، وعدم التنازل عن سيادته، وعدم السماح لاستخدام أرضه منطلقا للاعتداء على بلد جار مسلم كالجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
كما اتهم محللون سياسيون النظام البحريني بتحويل البلاد إلى قاعدة إسرائيلية متقدمة للتجسس على جيرانها.
وصرّح الوزير الفلسطيني السابق، الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، أشرف العجرمي، أن مذكرة التفاهم تلك حول التعاون في حرب الأفكار ضد إيران، “في الواقع هي مذكرة استخباراتية”.
وأضاف: “تبحث تل أبيب عن قاعدة متقدمة للتجسس على إيران في منطقة الخليج في إطار ما يسمى البحوث والتكنولوجيا”.
وتابع العجرمي: “إسرائيل تبحث عن فرصة للحصول على كل المعلومات المتعلقة بإيران سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية والسياسية، وهذا بالضبط هو مضمون مذكرات التعاون والتفاهم التي تم توقيعها مع الدول العربية في الخليج”.
وأكد أن “إسرائيل والجهات السياسية فيها تفاخر بعلاقاتها مع الدول العربية، وتستهدف بإعلان مثل تلك التفاهمات الداخل والجمهور الإسرائيلي، بأن علاقاتها عميقة مع تلك الدول وأنها تعمل على كل ما يهم الداخل ومصالحها الاستراتيجية”.
ونوه أيضا إلى أن تلك التفاهمات “هى نوع من الترويج لإنجازات المجتمع السياسي في تل أبيب، وهذا هو الإطار العام للتفاخر والمجاهرة بكل تفاصيل الاتفاقات مع الدول العربية، وتريد تشجيع دول عربية أخرى للذهاب نحو التطبيع معها.
على اعتبار أنها أيضا تقدم خدمة للدول العربية، في إطار ما تسميه التحالف الأمني بين إسرائيل والدول العربية وخاصة دول الخليج لمواجهة ما تسميه الخطر الإيراني”.