تتوسع على مدار الساعة دائرة إضراب سجناء الرأي في البحرين في ظل تعنت حكومي برفض الاستجابة لمطالبهم بشأن وقف الإجراءات الانتقامية ضدهم وسياسة الإهمال الطبي.
وأعلنت هيئة شئون الأسرى في سجون البحرين أن 18 أسيرًا محتجزًا في العزل منذ عام أعلنوا الإضراب المفتوح ابتداء من اليوم الثلاثاء.
كما أوردت الهيئة أن 15 أسيرا موجودين في العزل عازمين على عدم الدخول للزنازين بعد إخراجهم للتنفس هذا اليوم، احتجاجاً على وجودهم في العزل، ومن المتوقع أن ينقطع بعدها الاتصال معهم وأن ينقلوا للسجن الانفرادي.
في هذه الأثناء أعلن أسرى بلدة كرانة عزمهم الإضراب المفتوح عن الطعام “بعد أن استنفذنا كل الخيارات المتاحة دون استجابة بل تعنُّت وعناد وإهمال متعمد من قبل إدارة السجن الظالمة التي تنتهج سياسة الموت البطيء والتضييق اتجاهنا من كل الحقوق”.
واشتكى الأسرى في بيان مسرب من أنهم يعانون “التضييق والخناق الدائم في كل الحقوق وقد أن ضاقت النفس ذرعاً وزاد الصبرُ وهجاً انتثاراً للإخوة المرضى المتألمين وانتصاراً للإخوة المعزولين وانتصاراً لجميع الحقوق المنتهكة”.
من جهتها تواصل والدة معتقل الرأي محمد حميد الدقاق إضرابها عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، وذلك تعبيرًا عن تضامنها مع معتقلي الرأي حتى تحقيق مطالبهم.
يدخل الإضراب المفتوح عن الطعام لمئات سجناء الرأي وعلى قضايا سياسية أسبوعه الثاني في مركز الإصلاح والتأهيل في البحرين والمعروف سابقا باسم سجن جَوْ.
وأبرزت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الإضراب يأتي اعتراضا على ما يصفه السجناء بظروف “الاحتجاز القاسية” الممتدة لثلاث وعشرين ساعة في اليوم، إذ قالوا إنه لا يحق لهم الخروج خارج الزنزانة سوى لساعة واحدة في اليوم.
وتناقلت مواقع على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات صوتية نُسبت إلى سجناء سياسيين في مركز الإصلاح والتأهيل البحريني، طالبوا فيها السلطات البحرينية بوضع حد لعزل البعض، وبعدم جمعهم مع سجناء جنائيين، لأن في ذلك مخالفة لتصنيفهم.
وطالب السجناء كذلك بتعديل شروط الزيارات كإلغاء الحاجز الزجاجي والسماح بزيارات أفراد عائلات السجناء ممن ليسوا أقارب من الدرجة الأولى. كما طالبوا بتوفير الرعاية الطبية المناسبة والحصول على التعليم.
وقال مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، سيد أحمد الوداعي ومقره لندن، في تصريح صحفي: ” إن السجناء السياسيين عانوا لسنوات عديدة من المعاملة المهينة والحبس المطول في الزنازين، إلى جانب الحرمان المنهجي من العلاج الطبي الذي أدى إلى هذا الإضراب”.
ودعا الوداعي السلطات البحرينية إلى تلبية مطالب السجناء والتأكد من أن معاملة السجناء تتماشى مع التزاماتها الدولية”.
وكشفت أوساط حقوقية عن إجراءات انتقامية ضد معتقلي رأي في سجون البحرين تمارسها سلطات النظام الخليفي بهدف كسر إضرابهم المستمر عن الطعام.
وأورد معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان (GIDHR) عدة شهادات لمعتقلي رأي يشكون تعرضهم للإجراءات الانتقامية في وقت أكدوا على مضيهم في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم.
ونقل المعهد عن المعتقل علي المغني تأكيد أن إدارة سجن جو تتبع سياسة الانتقام من معتقلي الرأي عبر سياسة العزل الأمني وتقليص وقت الخروج لباحة السجن.
فيما أكد معتقل الرأي السيد علوي السيد عبدالعزيز على الاستمرار بالإضراب عن الطعام للمطالبة بحقوقهم وأهمها العلاج.
وفي السياق أكد المعتقل عمّار حسين آدم أن الإضراب عن الطعام مستمر حتى تحقيق المطالب لا سيما إرجاع المعزولين إلى مبانيهم.
وأعلن عشرات المعتقلين السياسيين في سجن جو بدأهم إضراباً عن الطعام تحت شعار “لنا حق”. وأكد السجناء أن “مطالبنا ليست ترفيهية بل ضرورية جداً ومن بديهيات الحياة الإنسانية”.