شهدت مناطق متفرقة من البحرين تظاهرات شعبية جديدة تتحدّى القمع الأمني في محاولة للضغط على سلطات النظام لإخلاء سبيل معتقلي الرأي.
وخرجت التظاهرات لليوم الرابع على التوالي رفع المشاركون فيها اللافتات وأطلقوا الشعارات المنددة بانتهاكات النظام البحريني وقمعه للحريات.
كما دعوا إلى الإفراج عن المسجونين لمجرد ممارسة حقهم في حرية التعبير في ظل التهديد الذي يشكله فيروس كورونا.
وأصاب الفيروس الخطر حتى اللحظة نحو 70 معتقل رأي، وسط حالة تكتم شديدة تفرضها سلطات السجون.
استنفار أمني
ولم يأبه المواطنون لحالة الاستنفار الأمني الواسع التي شهدتها قرى وبلدات بحرينية في محاولة لاستفزاز وترهيب المواطنين لمنع التظاهرات.
ولا تزال سجون البحرين مكتظة بأكثر من 4 آلاف سجين رأي.
وانطلقت التظاهرات من جزيرة سترة والسنابس، مروراً بالبلاد القديم والدية، وصولاً إلى النويدرات ومناطق أخرى.
جمعة غضب 2
في السياق ذاته، يعتزم أهالي المعتقلين السياسيين تنظيم فعاليات ميدانية جديدة عبر “جمعة غضب الأسرى 2”.
للضغط على سلطات النظام للإفراج عن ذويهم.
وطالبت لجنة عوائل المعتقلين السياسيين جميع البحرينيين بالاستمرار في حراكهم الميداني بلا توقّف حتى تتحقّق المطالب.
وشددت في بيان، على وجوب مواصلة التظاهرات طوال أيّام الأسبوع، على أن يكون عنوان الجمعة القادم “جمعة غضب الأسرى 2″.
خروج سلمي
ووجهت اللجنة الشكر لكل من ساند أبناءهم في السّجون ومن شارك واستجاب لدعوات الخروج السلميّ للشوارع في «جمعة غضب الأسرى».
وأكّدت أنّ وقفة شعب البحرين هذه كان لها أثر إيجابيّ في نفوس المعتقلين.
وأضافت أنها شكلت حافزا قويا للعوائل للاستمرار بالمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين بدون قيودٍ أو شرط.
تفاعل واسع
والجمعة، تفاعل ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، مع هاشتاغ “#جمعة_غضب_الأسرى”.
الذي انطلق تزامنا مع احتجاجات واسعة شهدتها مدن البحرين للمطالبة بإطلاق سراح سجناء الرأي.
وشارك الآلاف في الهاشتاغ الذي جاء كردة فعل على حالة الخوف التي تنتاب أهالي المعتقلين بعد التفشي الكبير لوباء كورونا في السجون.
القارة الأوروبية حاضرة
بالتزامن، نظمت الجاليات البحرينية في عدة عواصم أوروبية وقفات احتجاجية أيضاً تضامناً مع أهالي معتقلي الرأي في البحرين.
ولليوم الثاني على التوالي تشهد سفارة المملكة في العاصمة البريطانية لندن وقفات إحتجاجية للمطالبة بالافراج عن جميع السجناء السياسيين بلا قيد أو شرط.
كذلك شهدت سفارة البحرين في العاصمة الألمانية برلين وقفة مماثلة، تضامناً مع سجناء الرأي.
الذين يواجهون خطر الفيروس داخل السجون المكتظة.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، نظمت وقفة تضامنية مع أهالي المعتقلين في المملكة.
وطالب الناشطون بالكشف عن حقيقة ما يجري في سجن جو الذي وصفوه بسيء الصيت.
أما في مدينة قم الإيرانية، فتتواصل الوقفات الإحتجاجية المطالبة بتحرك دولي عاجل للكشف عن عدد الإصابات بالوباء في صفوف المعتقلين.
وشددت الوقفات على ضرورة العمل على الإفراج عن هؤلاء المعتقلين قبل وقوع الكارثة.
قرارات جريئة
وأكدت الحقوقية صفاء الخواجة، أن حلحلة ملف السجناء السياسيين في البلاد يتطلب اتخاذ قرارات جريئة من جانب السلطات الحاكمة.
وشددت الخواجة في تغريدة على تويتر على أن “لا مهرب من ملف السجناء السياسيين إلا بمواجهته بقرارات جريئة ومغايرة عن المعالجات السابقة”.
ودعت إلى تبييض السجون من كافة سجناء الرأي والتعبير، في ظل التفشي الكبير لوباء كورونا.