كشفت مصادر إعلامية عن فضيحة مدوية جديدة لناصر بن حمد آل خليفة نجل ملك البحرين تتعلق بإعلانه بالتزوير في سباق العالم للقدرة الذي تم تنظيمه في الإمارات مؤخرا.
وفي التفاصيل فإن فوز ناصر بن حمد بـ “بطولة العالم لسباقات القدرة” التي أقيمت في الإمارات يوم 25 فبراير/ شباط 2023، جاءت عد سحب فارسين إماراتيين تفوّقا عليه من السباق النهائي بحجَّة “دقات عالية جداً لفرسيهما”.
إذ أنَّ سيناريو زائف شبيه به تقريباً، حدث قبل 5 أعوام، للشيخ ناصر الذي أُعلن محليا أيضاً عن فوزه بـ”بطولة الرجل الحديدي العالمية”، لِتبيِّن الأرقام الرسمية للمسابقة أنَّ فارساً ألمانياً هو من فاز باللقب، بل إنَّ الشيخ ناصر حلَّ في المركز 251 للمتسابقين بحسب ما أورد موقع (مرأة البحرين).
في حسابه على موقع “الانستغرام” كتب ناصر محتفلاً “أنا بطل العالم”. وقالت صحيفة “الوطن” المملوكة للديوان الملكي إنَّ نجل ملك البحرين، الرئيس الفخري لـ “الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة”، حقَّق “إنجازاً دولياً كبيراً” بفوزه بالبطولة بمسافة 160 كم ومشاركة 126 فارساً وفارسة يُمثِّلون 36 دولة حول العالم في “قرية بوذيب العالمية” بالإمارات.
أما ناصر نفسه فراح يتحدث عن “منافسة قوية” مع فرسان من الإمارات وبريطانيا وإسبانيا والأوروغواي خلال السباق، زاعماً أنَّه “اجتاز المراحل الصعبة والقوية بكل نجاح”.
بيد أنَّ موقع “الاتحاد الدولي للفروسية” الذي رجعت له “مرآة البحرين” للتأكد من مدى دقة هذا الخبر يقول إنَّ ناصر أصبح الأول فقط بعد سحب الفارسين الإماراتيين، دعفوس عامر المنصوري وسعيد سالم عتيق، اللذين كانا يتقدمان عليه في السباق في المركز الأول والثاني.
وذلك بحجة أنَّ “دقات فرسيهما عالية جداً بما يفوق المعدل”، وبالتالي تم ترفيع الشيخ ناصر من المركز الثالث إلى المركز الأول”.
يشار إلى أن ناصر بن حمد متزوج من ابنة نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي محمد بن راشد آل مكتوم البلد الذي أقيمت فيه المسابقة ويحمل الفائزان الأول والثاني جنسيتها قبل إخراجهما من منصّة التويج بحجة غريبة.
وذكر الاتحاد عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت إن الشيخ ناصر “عَبَرَ خط النهاية وهو في المركز الثالث خلف اثنين من المتسابقين من الإمارات العربية المتحدة، لكن تم سحبهما كلاهما [من المركز الأول والثاني] بسبب ارتفاع معدل ضربات القلب [لفرسيهما] مما أكسبه الميدالية الذهبية الفردية مكانهما”.
وأكد الاتحاد بأنه تمّ “إقصاء المتسابقين الإماراتيين من على منصة التتويج رغم فوزهما بأعلى المراكز الفردية بسبب فشل فرسيهما في اختبار معامل معدل ضربات القلب القصوى”.
ويأتي “فوز” ناصر المزعوم بهذه البطولة في دولة الإمارات بعد أيام قليلة من تتويجه أيضاً بطلاً لـ “كأس الملك للقدرة” في البحرين عبر فوزه بسباق مسافته 160 كلم (نفس مسافة السباق الذي ادّعى الفوز به في الإمارات 160 كلم).
إذ سلَّمته عائلته جائزة المركز الأول التي كان قد أعلن بنفسه عن رفع قيمتها إلى 130 ألف دينار بحريني قبل أيام قليلة من إقامتها بحكم رئاسته للجهة التي تقوم بتنظيمها.
ولا يمكن التعويل على مثل هذه المسابقات ذلك أنّ أيّ مسابقة محترمة تضع في اشتراطاتها عدم تضارب المصالح بين الجهات المنظمة والمُحَكِّمة وبين المتنافسين.
ويتناقل الرياضيون البحرينيون العديد من الأقاصيص حول تهديدات مختلفة يتلقونها وتصل أحياناً إلى ضربهم وحرمانهم من الكثير من الامتيازات في حال فكّر أحدهم بالفوز عليه في المنافسات الرياضية التي تقام على المستوى المحلي.
وليست هذه المرة الأول التي يدَّعي فيها نجل الملك فوزاً في سباق يتبيَّن بعد التدقيق في نتائجه أنَّه فوز زائف.
ففي منتصف أكتوبر/ تشرين أول 2018، ادَّعت وسائل إعلام رسمية بحرينية إنه فاز بـ “بطولة الرجل الحديدي العالمية”، بينما أكد الموقع الرسمي للبطولة، أنَّ الألماني باتريك لانج هو من فاز باللقب للمرة الثانية على التوالي مُحقِّقاً رقماً قياسياً جديداً، ليُصبح أول رياضي ينجح في كسر حاجز 8 ساعات في السباق.
وقطع لانج السباق في 7 ساعات و52 دقيقة و39 ثانية، أما ناصر فقطعه في 9 ساعات و19 دقيقة و10 ثوان، أي بفارق ساعة ونصف تقريباً، وهو الأمر الذي دعا أحد المعلقين للسخرية منه قائلاً: “الحمد لله على سلامة الشيخ ناصر ترتيبه 250 الحمد لله ما فطس”.
سؤالان يطرحان نفسهما: لماذا تم سحب فارسين إماراتيين من المركز الأول والثاني بحجة “ارتفاع ضربات القلب لفرسيهما” كي يفوز الشيخ ناصر؟ هل هي مجرد صدفة كون الفارسين هذين بالذات كليهما من دولة الإمارات العربية التي تقام فيها المسابقة – المتزوج من ابنة نائب رئيسها رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي – والأهم أنهما كانا يتفوقان عليه في السباق؟