اتهمت الشبكة العالميّة للدفاع عن حريّة التعبير والترويج لها «آيفكس»، سلطات البحرين بالقيام بمحاولات متواصلة للغسيل الرياضيّ لسجلّها الحقوقي الذي يتعارض مع الواقع.
جاء ذلك في تقريرٍ بعنوان «إسكات المعارضة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: كيف تستهدف السّلطات المنفيين والصحفيين وسجناء الرأي».
وأشارت إلى تصاعد الدعوات للإفراج عن سجناء الرأي البحرينيين.
وأشارت إلى الرسالة المشتركة مع معهد البحرين للحقوق والديمقراطيّة، وعددٍ من المنظّمات الحقوقيّة إلى الرئيس التنفيذيّ للفورمولا واحد «ستيفانو دومينيكالي».
التي طالبوه فيها بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المتعلّقة بأنشطة الشركة في البحرين ودورها في حملات التبييض».
سوء المعاملة
وأضافت أنّ المعتقلين السياسيين في البحرين لا زالوا يتعرّضون لسوء معاملة، وسط تفشّي «فيروس كورونا كوفيد – 19» المستجد في السّجون.
الأمر الذي أسفر عن احتجاجات شعبيّة متواصلة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، خاصّة مع اكتظاظ السّجون بهم ومعاناة العشرات منهم من أمراض صحيّة مزمنة.
يبذل حكام أسرة آل خليفة الحاكمة جهدا كبيرا لجهة إنجاح فعاليات سباق الجائزة الكبرى للسيارات “فورمولا 1” الذي انطلق في البحرين نهاية الشهر الماضي.
وينشغل هؤلاء الحكام بمتابعة الحدث الرياضي البارز في محاولة لتبييض سجل عائلة آل خليفة الأسود.
ولأجل ذلك نزل ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد إلى حلبة السباق لمتابعة فعاليات الرياضة بنفسه.
ثروات ضائعة
ويشرف الأمير سلمان على السباق الذي يملك شركة مكلارين البريطانية لصناعة السيارات الفائقة السرعة والتي تشارك في هذا السباق.
ويعد نجل ملك البحرين الأكبر من المولعين بسباقات السيارات، ويبدد الملايين من ثروات البحرين على هذه الهواية.
وضخ ولي العهد أكثر من نصف مليار دولار في شركة مكلارين المتعثرة بالرغم من أن البحرين تمر بأزمة اقتصادية خانقة.
غسيل رياضي
ويأتي الإنفاق المهول على هذه الرياضة ضمن سياسة ممنهجة الهدف منها استخدام ما يعرف بالغسيل الرياضي.
لتلميع صورة ولي العهد وعائلتة الكالحة والمسودة بانتهاكات حقوق الإنسان.
حيث تسعى العائلة الخليفية وعبر هذه الرياضة إلى تسويق البحرين كبلد متسامح وحر.
وفي المقابل، فإن حالة من الغضب تسود بين أهالي معتقلي الرأي.
إذ تتركهم السلطات فريسة لفيروس كورونا ينهش في أجسادهم التي أنهكتها سنوات السجن القاسية.
وفي وقت سابق، دعا ناشط بارز في منظمة حقوقية دولية سلطات النظام البحريني إلى إطلاق سراح كافة السجناء السياسيين.
جاء ذلك تزامنا مع انطلاق سباق الجائزة الكبرى للسيارات “فورمولا 1″ في حلبة الصخير القريبة من سجن جو.
وقال الناشط الحقوقي بريان دولي: “تقع حلبة البحرين الكبرى لسباقات فورمولا 1 على بعد 40 دقيقة فقط بالسيارة من سجن جو سيئ السمعة”.
تفشي كورونا
وأضاف دولي في تغريدة على تويتر: “يمكن للمعجبين والصحفيين ركوب سيارة أجرة من هناك والسؤال عن المدافعين عن حقوق الإنسان بالداخل.
بما في ذلك عبد الهادي الخواجة وناجي فتيل، والسؤال عن تقارير تفشي فيروس كوفيد في السجن”.
وقبل انطلاق السباق وجّهت 22 منظّمة حقوقية و57 نائباً بريطانياً رسالة إلى إدارة الفورمولا 1 والفرق المشاركة والاتحاد الدولي للسيارات.
للمطالبة بإجراء تحقيق مستقلّ حول انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالسباق.
وأوضحت الرسالة أن إقامة الفورمولا 1 في البحرين هو “غسيل رياضي” لإضفاء الشرعية على تصرفات النظام البحريني.
وطالبت بإنشاء لجنة من الخبراء المستقلّين للتحقيق في التأثير الحقوقي لأنشطة الفورمولا 1 في البحرين.
وضع حقوقي سيء
وتحدثت الرسالة عن حالة فتى يبلغ 11 عاماً تم اعتقاله لمشاركته في الاحتجاجات ضد سباق البحرين عام 2020.
كما لفتت إلى أن الوضع الحقوقي ساء في البلاد وقد تخلّى النظام عن أي مظهرٍ من مظاهر الديمقراطية.
من جهته أيضاً، جدّد ائتلاف “شباب ثورة 14 فبراير” موقفه وموقف شعب البحرين برفض السباق.
ودعا إلى “وقف السباق ومنع إقامته على أرض البحرين، ولا سيما بعدما استشهد في سبيل ذلك الشهيد القائد صلاح عباس.
كما اعتُقلت معتقلة الرأي السابقة نجاح يوسف”.
كان السائق البريطاني الشهير لويس هاميلتون قال قبل أيام إن “الفورمولا 1 لم يعد بإمكانها تجاهل قضايا حقوق الإنسان في الدول التي تقيم سباقات فيها”.
وبهذا التصريح وضع مايلتون الرئيس التنفيذي للرياضة ستيفانو دومينيكالي في موقف حرج.
بعد أن رفض الأخير الدعوات لإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة والمرتبطة بسباق جائزة البحرين الكبرى.
وقال هاميلتون “هناك قضايا في جميع أنحاء العالم، لكنني لا أعتقد أننا يجب أن نذهب إلى هذه البلدان وأن نتجاهل ما يحدث فيها، ونصل ونقضي وقتا رائعا ثم نغادر”.