يبدي أهالي 66 سجينا سياسيا قلقا شديدا على أبنائهم مع تلقيهم أخبارا شحيحة عنهم منذ أحداث السبت الدامي في سجن جو البحريني في 17 أبريل الماضي.
وسمحت سلطات النظام لعدد محدود من السجناء فقط بالاتصال بعوائلهم بعد انقطاع دام لنحو شهر عقب الاعتداء عليهم في السجن سيء السمعة.
في حين، لم يتمكن الغالبية العظمى من السجناء من التواصل مع أهاليهم حتى اللحظة.
وأخبر السجناء السياسيون عوائلهم بتفاصيل ضرب وتعذيب مروعة تعرضوا لها خلفت إصابات متفرقة بينهم، بعضها بليغة.
وأضاف السجناء أن سلطات السجن تواصل حرمانهم من العلاج المطلوب إلى هذا اليوم.
ويؤكد رئيس منتدى البحرين لحقوق الانسان باقر درويش أن قيام النظام البحريني بعملية الاخفاء القسري لمعتقلي الرأي، يعتبر أحد أشكال العقاب الجماعي المستحدثة في سجن جو المركزي.
وذلك بسبب احتجاج السجناء داخل السجن على حادثة وفاة سجينا قضى ضحية الإهمال الطبي هو عباس مال الله في 6 أبريل الماضي.
وأشار إلى بقية التدابير القمعية التي لجأت اليها السلطة في التعاطي مع الاحتجاجات داخل السجن.
ونوه درويش في مقابلة تلفزيونية، إلى أن مسألة التعامل غير المسؤول مع أكثر من سجين ضحية تبقي انطباعا واضحا حول الثقة التي تسوق لها السلطة في طبيعة الاجراءات الطبية أو الرسمية بداخل سجن جو المركزي.
وأضاف: “حتى هذه اللحظة الوقت ما زال هنالك عدم تواصل لضحايا السبت الدامي مع أقاربهم، حيث أن السلطة في البحرين، ذهبت إلى إجراء جديد”.
وتوعد مدير سجن جو الضابط هشام الزياني السجناء السياسيين بمصير مشابه للمعتقل السياسي عباس مال الله، الذي فقد حياته نتيجة نقص الرعاية الطبية والتعذيب الشديد.
وأفاد سجين الرأي كميل المنامي أن الوضع في سجن جو مزري جدا وأن الإهانات والإذلال متواصلان بشدة ضد السجناء.
وأضاف أنه هناك عدد من السجناء المرضى المتعبين الذين هم بأمس الحاجة للرعاية الصحية لكن إدارة السجن لا تسمح لهم بالذهاب إلى المستشفى دون أي سبب يقنع.
ونبه إلى أن مدير السجن هددهم قائلا: “نفس ما طلع عباس مال الله بتطلعون”، في تهديد لهم أنهم سيخرجون جثثا هامدة من السجن.
وفقد عباس مال الله حياته يوم 6 أبريل بعد تدهور صحته وتلكؤ إدارة السجن في توفير الرعاية الصحية اللازمة له.
وأعقب ذلك دخول معتقي الرأي في سجن جو بإضراب احتجاجا على نقص الرعاية الصحية الذي تسبب بوفاة زميلهم.
وفي 30 نيسان أبريل الماضي، أدانت الأمم المتحدة النظام البحريني بالاعتداء على معتقلي رأي في سجن جو ضمن هجوم السبت الدامي.
وقالت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان مارتا هورتادو:
“نحن منزعجون من استخدام القوة غير الضرورية وغير المتناسبة من قبل القوات الخاصة للشرطة لتفكيك اعتصام سلمي في سجن جو في البحرين في 17 نيسان/أبريل”.
وحثت المتحدثة على محاسبة المسئولين عن الاعتداء على معتقلي الرأي في سجن جو ومحاكمتهم والإفراج عن جميع المعارضين والمعتقلين على خلفية الرأي في البحرين.
ودعت هورتادو سلطات البحرين إلى إجراء تحقيق شامل وفعال على الفور في القمع العنيف للاعتصام الذي نفذه السجناء في السجن المذكور.