انتظم البحرينيون في مظاهرات متجددة في أنحاء المملكة عشية الذكرى العاشرة للانتفاضة الشعبية ضد نظام آل خليفة، وحملته القمعية على النشطاء المؤيدين للديمقراطية.
ونزل المتظاهرون، مساء السبت، إلى شوارع غرب العاصمة المنامة، يحملون صوراً لرجل الدين البارز الشيخ عيسى قاسم، والمعارضين السياسيين المسجونين، والضحايا على يد قوات النظام.
ودعوا إلى وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
نظام عادل
وطالب المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية نظام الخليفة بالتخلي عن السلطة والسماح بإقامة نظام عادل يمثل جميع طبقات المجتمع.
وفي أماكن أخرى في قريتي أبو صيبع والشاخورة الشماليتين، أعربت مجموعات من المتظاهرين الشباب عن تضامنها مع الانتفاضة الشعبية. ورسموا جداريات مناهضة للنظام على الجدران.
كما كتبوا اسم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة في الشوارع ليداس تحت أقدام المتظاهرين وعجلات السيارات المارة.
وفي السياق، أشعل شبان إطارات سيارات في قرية العكر الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترا جنوب العاصمة احتجاجا على ذلك.
وأطلق “ائتلاف شباب الثورة” في البحرين تحركات في الذكرى العاشرة للانتفاضة.
ودعت القوى المعارضة “جمعية الوفاق الإسلامية، تيار الوفاء الإسلامي، إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير، حركة حق، حركة أحرار البحرين، جمعية أمل، تيار العمل الإسلامي، حركة خلاص” إلى الاستعداد والتأهب لإحياء هذه الذكرى التاريخية على جميع الأصعدة الميدانية.
كانت قوى المعارضة أعلنت أيضاً عن الشعار الموحد لفعاليات الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق الثورة في البحرين تحت عنوان “ثبات حتى النصر”.
استفنار أمني
وانتشرت قوات النظام البحريني بكثافة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك منطقة الجفير في المنامة بالإضافة إلى قريتي المعامير والسنابس، عشية ذكرى الثورة.
وكشف مصدر أمني يشغل موقعا حساسا أن هناك تعليمات جديدة بزيادة التعزيزات الأمنية في محافظات البلاد تحسبا لاندلاع احتجاجات مع حلول الذكرى العاشرة للثورة.
وأضاف المصدر الأمني أن قوات أمن النظام تعمل في حالة استنفار منذ أسبوعين، وسط قرار بإلغاء إجازات أفراد الأمن والشرطة، وتشديد الحراسات الأمنية حول بعض المناطق.
حيث يخشى النظام البحريني من تكرار تظاهرات الربيع العربي في 2011.
ونشرت الشرطة تعزيزات في القرى الشيعية وعلى الطرق السريعة التي كثيرا ما يعمد متظاهرون في مناسبات سابقة لإحياء الذكرى إلى قطعها أمام حركة المرور بالإطارات المشتعلة.
اعتقالات عشوائية
وردّت السلطات الأمنية بشن حملة اعتقالات عشوائية في مناطق متفرقة من البلاد، في محاولة استباقية لردع المتظاهرين عن الانخراط في التظاهرات المرتقبة.
وعلم بحريني ليكس أن قوات الأمن اعتقلت خلال الساعات الـ24 الماضية نحو 35 مواطنا غالبيتهم من الفتية والشباب.
كانت شوارع البحرين شهدت عقب صلاة الجمعة تظاهرات حاشدة شارع فيها آلاف المواطنين، بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة السلمية.
ونزل المواطنون إلى الشوارع متحدين الاستنفار الأمني الواسع للسلطات لتأكيد ثباتهم وصمودهم في وجه آلة القمع المستمرة منذ 10 سنوات.
وردد هؤلاء هتافات مناوئة لملك البلاد والعائلة الخليفية الحاكمة.
ويتم تنظيم المظاهرات في البحرين بشكل منتظم منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في منتصف فبراير 2011.
ومع ذلك، بذلت المنامة جهودًا كبيرة لتضييق الخناق على أي علامة معارضة.
في 14 مارس 2011، تم نشر قوات من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لمساعدة البحرين في حملتها القمعية.
وفي 5 مارس/ آذار 2017، وافق البرلمان البحريني على محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية في إجراء انتقده نشطاء حقوق الإنسان.
ووصفوه بأنه يرقى إلى مستوى فرض الأحكام العرفية غير المعلنة في جميع أنحاء البلاد.
وصدق ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة على الإجراءات الصارمة في 3 أبريل / نيسان 2017.