أطلقت سلطات السجون البحرينية، يوم الجمعة، سراح أكبر معتقل رأي سياسي بعد اعتقال تعسفي استمر لأكثر من 10 سنوات.
وجرى الإفراج عن سجين الرأي محمد جواد برويز 75 عاما، وسط ظروف صحية صعبة يعاني منها، وبعد أيام من وفاة المعتقل السياسي عباس مال الله في سجن جو.
وتجاهلت سلطات البحرين مناشدات حقوقية وشعبية متكررة للإفراج عنه رغم خواء حالته الصحية وفي ظل تفشي فيروس كورونا.
أمراض وتعذيب
وتدهورت الحالة الصحية لـ”برويز” كثيرا في محسبه بسبب عدم تلقيه الرعاية الصحية الملائمة، وهو يعاني من العديد من الأمراض.
واعتقلت قوات الأمن في 22 مارس 2011، الناشط السياسي “برويز” من نقطة تفتيش.
طلبوا منه النزول من السيارة ثم انهالوا عليه بالضرب، قبل أخذه إلى مركز الشرطة معصباً ومكبل اليدين.
بدأ التعذيب الفعلي بعد الاعتقال مباشرة ولأسابيع طويلة.
عمدت قوات الأمن إلى تعذيبه بالضرب والتعليق وبالصعق الكهربائي وإجباره على الوقوف لفترات طويلة وغيرها من طرق التعذيب.
إخفاء قسري
قامت القوات الأمنية بمنعه من التواصل مع عائلته ومحامية وبالتالي إخفائه قسرياً لأسابيع قضى معظمها في الحبس الانفرادي.
وفي وقت سابق، تساءل حسين برويز نجل الناشط المعتقل قائلا:
“ماذا يعني أن يتم استمرار سجن رجل كهل في البحرين عمره ٧٥ عاما وهو لازال يقبع في السجن ومحكوم بـ١٥ عاما بالسجن؟”.
وأضاف على تويتر، أن اعتقال والده جاء “بسبب رأيه، لم يسرق، لم يقتل، لم يغتصب”.
وتابع: “قدمنا كل الأوراق والمستندات المطلوبة ليخرج بعقوبة بديلة، وهو من أكثر الأشخاص استحقاقا لها ولم يتم ذلك منذ عام بالضبط حتى اللحظة”.
وتساءل في تغريدة أخرى بالانجليزية: “ألم يحن الوقت له ليكون مع عائلته؟ هل يمكنك أن تتخيل أنه يبلغ من العمر 75 عامًا؟”.
وأشار إلى أن والده حصل على تطعيم باللقاح المضاد لفيروس كورونا في سجن جو المركزي.
اعتقال واحتجاز تعسفي
ومحمد جواد برويز ناشط بارز ومستقل عن حقوق الإنسان في البحرين.
بدأت مسيرته الحقوقية ونشاطه منذ عقود، ركز فيها على الدفاع عن حقوق المعتقلين في سجون البحرين.
كان يدعو للإفراج عنهم بسبب اعتقالهم التعسفي وتحسين ظروف السجن.
كان برويز ناشطاً في المشاركة في المظاهرات والاعتصامات التي تنادي بالإفراج عن المعتقلين وسجناء الرأي.
كما كان ينادي بوقف الممارسات المنتهكه لحقوق الإنسان في السجون، كالتعذيب والظروف السيئة في السجن وغيرها.
وبسبب دفاعه وعمله المستمران عن حقوق المعتقلين السياسيين وانتقاده للسلطات في البحرين، تعرض لأكثر من مرة للاعتقال والاحتجاز التعسفي.
وقامت قوات الأمن بتعذيبه، كما تم تهديده ومقاضاته.
مضاعفات جانبية
وبحسب منظمة “الأمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان”، لازال الناشط برويز يعاني نتيجة للتعذيب من آلام ومضاعفات جانبية.
بالإضافة لذلك يعاني من أمراض أخرى تتطلب الرعاية الطبية المستمرة والدائمة، وهذا ما لا يحصل عليه في السجن.
منذ اعتقاله تعرض لانتكاسات في صحته تطلبت نقله للمستشفى، وذلك لعدم حصوله على العناية الطبية المختصة اللازمة.
حكمت المحكمة على الناشط برويز بالسجن 15 عاماً في محاكمة عسكرية افتقرت لأدنى مقومات المحاكمات العادلة، ضمن مجموعة النشطاء المعروفة بالبحرين 13.
وبالرغم من إعادة محاكمته في محكمة مدنية، أيدت المحكمة الحكم، بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم والتعاون مع المنظمات الإرهابية، وهي تهم أنكرها برويز.
وشددت المنظمة الحقوقية على أن الحكم على برويز هو استهداف لنشاطه ودفاعه عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي.
وضع حد لمعاناة الأهالي
من جانبهم، أعرب ناشطون عن آملهم بأن تطلق السلطات سراح باقي سجناء الرأي وتجنيبهم خطر الموت في ظل جائحة كوفيد-19.
وشددوا على وجوب وضع حد لمعاناتهم وقلق أهاليهم والمجتمع.
وتشهد البحرين حراكا واسعًا يهدف إلى تبييض السجون وإنقاذ المعتقلين السياسيين من المخاطر المحدقة بهم.