تثير أبواق النظام البحريني منذ أيام مسألة احتجاز السلطات القطرية لمواطن بحريني بعدما اتهمته الدوحة بدخول مياهها الإقليمية بطريقة غير نظامية.
بينما لا يُسمع لوسائل إعلام النظام البحريني همس حين يتعلق الأمر بعشرات المعتقلين البحرينيين الآخرين في سجون الإمارات والسعودية.
هذا في الوقت الذي تتجاهل أيضا معاناة مئات العالقين ممن تقطعت بهم السبل في عواصم العالم في وضع مزرٍ للغاية يواجهونه صحياً ونفسياً.
وتشن وسائل إعلام مملوكة للنظام البحريني ومسؤولون بارزون، حملة تحريض واسعة ضد قطر بعد اعتقال البحريني سامي حداد مع مجموعة من رفاقه أثناء رحلة صيد بحرية من قبل دوريات خفر السواحل القطرية.
واتهم نبيل الحمر، المستشار الإعلامي للملك حمد بن عيسى قطر بخرق اتفاقية الصلح الخليجية.
وزعم على تويتر أن هذه الواقعة “تأتي ضمن الحملة الممنهجة التي تشنها قطر ضد البحارة البحرينيين، واختراقا واضحا لاتفاقية الصلح الخليجية”.
ازواجية المعايير
وسخر الناشط الحقوقي البحريني سيد يوسف من الحمية التي دبت فجأة في النظام البحريني تجاه المواطنين البحرينيين في الخارج.
وقال يوسف في مقطع فيديو إنه في الوقت الذي انبرت فيه سلطات النظام الخليفي بالدفاع عن المعتقل البحريني في قطر، فإنها لم تصدر أي بيان بخصوص المعتقلين البحرينيين الشيعة في السعودية.
وأشار أيضا إلى اعتقال السلطات الإماراتية في وقت سابق لاثنين من المواطنين البحرينيين قبل أن تطلق سراحهم لاحقا.
وبحسب الحقوقي يوسف، لم تتجرأ سلطات النظام البحريني على إصدار أي بيان يتحدث عنهما.
كذلك أثار مسألة تجاهل السلطات البحرينية معاناة عشرات العالقين في الأردن ونحو ألف آخرين في إيران بسبب القيود المفروضة منذ شهور نتيجة فيروس كورونا.
مضايقات وتوقيفات
وأشار الحقوقي يوسف أيضا إلى أن الكثير من المواطنين الشيعة يتعرضون لمضايقات وتوقيفات في المطارات ويعتقل بعضهم وتصدر بحقهم أحكام بالسجن، وفي المقابل لا تصدر أي بيانات رسمية من البحرين بخصوصهم.
ونوه إلى نماذج متكررة لاضطهاد المواطنين الشيعة، مشيرا إلى أن الحكومة تتجاهل معاناتهم عند تعرضهم لأية مشاكل قضائية بمختلف دول العالم.
ويؤكد مراقبون أن هذه المماطلة في إعادة العالقين تأتي ضمن حرب النظام الطائفية المتواصلة ضد الأغلبية الشيعية في البحرين.
ويضيف المراقبون أن ذلك يعد انتهاكا جديدا ترتكبه السلطات بجانب العديد من الانتهاكات التي ارتكبتها منذ عام 2011.
ويؤكد الحقوقي يوسف أن البحرين فقدت مصداقيتها فيما يتعلق بالدفاع عن مواطنيها بسواسية وأمام القانون في الخارج.
ومن وجهة نظر مراقبين، فإن النظام البحريني يراقب الخطوات التصالحية بين السعودية وقطر، بغيظ و قهر شديدين، بعد أن نجحت الدوحة في حصر المصالحة مع الرياض فقط.
وفي بلد لا يُسمح فيه بأي محاولة للتعبير عن الرأي والتعبير، تشير التصريحات الهجومية لأكثر من مسؤول بحريني ضد قطر، إلى وجود تعليمات ملكية صريحة بمحاولة التشويش على المناخ الإيجابي السائد داخل البيت الخليجي.
ولم يجد ملك البحرين حمد بن عيسى وسيلة تشفي غليله من اتفاق المصالحة الخليجية الذي أُرغم عليه، سوى ترك العنان للمستشارين والمسؤولين لإطلاق تصريحات توتيرية تستهدف تعكير الأجواء الإيجابية السائدة حاليا.
ويقول الناشط السياسي والمعارض البحريني البارز الدكتور سعيد الشهابي، إن ملك البحرين حمد بن عيسى أرغم على توقيع قرار الاستسلام أمام قطر.
وأضاف الشهابي في سلسلة تغريدات على تويتر: “أرغم الطاغية الخليفي على توقيع قرار الاستسلام أمام قطر، وهو يتفجر غيظا في داخله”.
وأفاد أن الملك حمد إزاء ذلك “أصدر أوامره لأبواقه التافهة للاستمرار في مهاجمة قطر من جهة والشعب البحراني من جهة أخرى”.